دعا محمود بشكور، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأبقار الحلوب ورئيس المجلس ما بين المهن لشعبة الحليب، الفلاحين إلى اعتماد مبدأ التأمين على منتجاتهم الفلاحية لتجاوز مخاطر الجوائح الطبيعية التي لا يكاد يخلو منها موسم فلاحي. أضاف بشكور أن الخسائر المسجلة، يتكبّدها الفلاح بنسبة هائلة لغياب ثقافة التأمين الفلاحي، خاصة لدى صغار الفلاحين، وهذا رغم وجود منظومة تأمين متكاملة قادرة على تغطية كل الأخطار الفلاحية، وأوضحت إحصائيات الثروة الحيوانية بوهران، أن عدد رؤوس الأبقار، المصرّح بها، ارتفع إلى ما يقارب 21 ألف و177 رأس، يشرف عليها 1966 مربي، وهي الحصيلة المؤقتة لحملة التلقيح الأولى ضد داء الحمى القلاعية. ووفق أرقام قدمتها المديرية الجهوية للشركة الوطنية للتأمين، فإنّ نسبة التأمين بين الفلاحين لا يزيد بوهران عن 50٪ من مساحات الزراعات الكبرى (الحبوب) ورؤوس الأبقار الحلوب وغيرها من الفروع الأخرى، وبالمقابل، تهدّد الحمى القلاعية مزارع تربية الماشية، ومن أهم هذه الخسائر التي يسببها هذا الداء الخطير، نقص معدل النمو، قلّة الخصوبة ونفوق نسبة من الحيوانات وخاصة صغيرة السن، كما يؤثر سلبا على نقص إنتاج اللحوم واللبن والمنتجات الحيوانية الأخرى. ...انعدام الشروط الفنية لبناء حظائر البقر تضر بالإنتاج كما ونوعا ويشتكي الفلاحون الصغار عديد العقبات التي تحول دون تطوير الإنتاج الحيواني، تأتي في مقدمّتها ارتفاع أسعار الكلأ، خاصة إذا علمنا، أن مناخ وهران شبه جاف، وعرفت خلال الموسم الفلاحي المنصرم تراجعا في إنتاج الحبوب والأعلاف، ناهيك عن إشكالية عدم احترام ظروف التربية والشروط الفنية لبناء حظائر الأبقار، كلها عوامل انعكست سلبا على إنتاج مادة الحليب كما ونوعا. وحسب الأمين الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، عبد الله بوخلخال، سجّلت عاصمة الغرب الجزائري صائفة 2014 درجة 25 تحت الظل، أكّد أنّها تسبّبت في مشاكل صحيّة خطيرة لدى الأبقار. وقال بوخلخال: من الضروري جدا تأمين التهوية الكافية والإضاءة المناسبة في الحظيرة وتوفير أكبر كمية من الدفء من أشعة الشمس بالإضافة إلى حماية الحظيرة من الرياح الشديدة والبرودة في فصل الشتاء خاصة، ودعا نفس المتحدّث إلى العناية التامة بالأبقار الحوامل وتأمين الأعلاف الغذائية الكافية والمتنوعة ذات نوعية عالية، وإسطبلات نظيفة وصحية. حملات التلقيح تكشف عن تعداد جديد لرؤوس البقر وحسب المفتشية البيطرة لولاية وهران، بن شيخ نبيلة، فإن حملة التلقيح الممتدة من شهر جويلية إلى سبتمبر المنصرم، برمجت لتمس 10 آلاف رأس بقر، وأشارت إلى أنه تم حينها استلام حصة من جرعات اللقاح بعدد الأبقار المستهدفة، وأضاف نفس المصدر، أن حالة الخوف من سرعة انتقال الفيروس، جعل أكثر من 11 ألف مربي آخر، يستنجد بمصالح المديرية الفلاحية، خاصة بعد اكتشاف بؤرتين للحمى القلاعية بوهران، أسفرت عن إبادة أكثر من 176 بقرة بسبب الإصابة مع اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة. واستنادا لنفس المصدر، فإنّ حملة التلقيح الاستدراكية التي انطلقت يوم 2 نوفمبر تحت إشراف الأطباء البياطرة الخواص، لم تحقق الصدى المطلوب، حيث تم تلقيح 1000 رأس، بنسبة لم تتعد 10٪، وقالت المتحدّثة، أن والي وهران، السيّد عبد الغني زعلان، أصدر تعليمات صارمة لرؤساء الدوائر ورؤساء المجالس الشعبية البلدية، تقضي بتوفير الإمكانيات وتسهيل مهمّة الفرق البيطرية، وأشارت إلى أن الجهات المعنية، كانت قد أصدرت قرارا، يمنع بدخول الماشية إلى سوق المواشي ببلدية الكرمة دون شهادة التلقيح. وذكرت، أنّ لقاحات الحمى القلاعية متوفّر بكميات مناسبة، وتباعا للاحتياجات المعبّر عنها، وتابعت القول أنّ اللقاح الواحد لا يمكنه أن يحصّن الماشية من العدوى، وعليه وجهت نداءً إلى كل مربي الأبقار الحلوب لولاية وهران للتقرب من البياطرة على مستوى المقاطعات والبلديات للاستفادة من الحملة الثالثة، ومن بين أعراض المرض ارتفاع في درجة الحرارة وظهور حويصلات حول الفم والخد واللثة واللسان والقدم وعلى الأظلاف، ويسيل اللعاب بشدة من الفم ويصل حتى الأرض على هيئة خيوط فضية، كما يصاب الحيوان بالعرج وعدم المقدرة على المشي نتيجة ظهور الحويصلات بين الأظلاف. وتتكفّل الدولة بتغطية كل تكاليف التلقيح، بما فيها الإمكانيات البشرية والمادية، حيث يشرف على الحملة الثالثة المصالح البيطرة، التابعة لمديرية الفلاحة، وتدخل حسب مصادرنا في إطار الدعم غير المباشر للمربين ومنتجي الحليب، مع العلم أن ثمن جرعة اللقاح الواحدة، تقدّر ب5 آلاف دج، وكانت مديرية الفلاحة لوهران، قد جنّدت للحملة الثالثة والتي انطلقت في تنفيذ البرنامج يوم السبت 9 أفريل زهاء 37 بيطريا، 2 بياطرة منهم تابعون لوزارة الداخلية، فور اكتشاف حالات بالجهة الشرقية من الوطن. وأكّد الأمين العام للغرفة الفلاحية، زدام الهواري على وجوب الامتثال لحملة إعادة تلقيح الأبقار ضد داء الحمى القلاعية وحذّر من التهاون والتماطل الذي يمارسه بعض المربين، نظرا لسرعة انتشار الفيروس، ويتنقل حسب التوضيحات عن طريق مباشر أو غير مباشر، نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول، كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح، تحت الظروف الجوية الملائمة، وعوامل أخرى، يمكن تفاديها من خلال التنظيف واستعمال مادة «الجير» لتفادي انتشار بعض الأنواع من البكتيريا، وحذّر المختصون من ملامسة الجير للعلف لتفادي مشاكل صحية لا تقل خطورة.