أكد، أمس، المشاركون في أشغال ورشة العمل المكثفة لتدريب المدربين على إعداد خرائط الفقر في الدول العربية وقياسه، المنظم من طرف وزارة التضامن الوطني بالعاصمة، على تجربة الجزائر الرائدة في مكافحة الفقر والتكفل به، مؤكدين على تدهور الجانب الاجتماعي في بعض الدول جراء الوضع اللاّمستقر بها، نتيجة تداعيات عدة تتقدمها ظاهرة الإرهاب. في كلمتها الافتتاحية بالمناسبة أمام الوفود المشاركة، أشارت مونية مسلم إلى الوضع الاجتماعي الذي تمر به الدول العربية، بسبب المشهد غير المسبوق الذي تعرفه بعض البلدان في المنطقة العربية، من تطورات سياسية واجتماعية، نتيجة عدم الاستقرار، مما خلف تداعيات مباشرة على الوضعية المعيشية لشعوبها. ونوهت وزيرة التضامن بأهمية الورشة التي تنعقد تزامنا مع الوضع الحاصل في المنطقة، داعية إلى بذل كل الجهود في صياغة المقترحات والتصورات، ووضعها حيز التنفيذ، من أجل إيجاد الآليات الموضوعية لمحاربة الفقر والحرمان، ورسم سياسات إنمائية تشاركية ترتقي بالمواطن العربي إلى مستوى الحياة الكريمة. وتحتضن الجزائر ورشة العمل حول مكافحة الفقر، بحضور ممثلين عن الجامعة العربية والأممالمتحدة، تطبيقا للقرار 764 الصادر عن الدورة العادية 34 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، حيث أكدت مسلم على تمسّك الجزائر بتحقيق جل أهداف الألفية من أجل التنمية، حسب تقديرات العديد من وكالات الأممالمتحدة، قبل نهاية سنة 2015، باعتبارها آخر أجل لتحقيق الالتزام العالمي. من جانب آخر، أشاد ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية ومدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بالجامعة، طارق نبيل النابلسي، بالدور الكبير الذي تؤديه الجزائر في المنطقة، حيث ترجمته باحتضان الورشة في ظل التداعيات الخطيرة التي تمر بها بعض الدول جراء عدة ظواهر في مقدمتها الإرهاب. وفي ذات السياق، قال ممثل الجامعة العربية إن ظاهرة الإرهاب، باتت تهدد المنطقة برمتها وتعرقل جهود الدول في مواصلة مسار التنمية، مشيرا إلى تجربة الجزائر الرائدة في مكافحة الفقر من خلال سنّ عدة سياسات أطلقتها على مدار السنوات الماضية، قائلا إن الورشة فرصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية لرسم سياسات موحدة في المجال. من جهته قال ممثل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا للأمم المتحدة، خالد أبو إسماعيل، إن المنطقة العربية بدأت تجسد المشروع العربي لمكافحة الفقر، موضحا أن ذلك يتجلى بانضمام تونس والمغرب وليبيا إلى المشروع، وهو دليل على أن معالم المنطقة نحو ترسيم سياسات واقعية لمكافحة الفقر باتت ترسو في الأفق وهو الأمر المنشود، الذي سعت إليه الدول منذ عقود طويلة. وأضاف المتحدث، أن الدول العربية أدركت وقبل غيرها، أهمية النهوض بالجانب الاقتصادي، من خلال عدة اتفاقات لإنشاء وحدة اقتصادية كاملة فيما بينها، حيث كانت رائدة لضمان تنقل الأشخاص والسلع والأموال بدون قيود، مشيرا إلى تدهور تلك الحالة في الآونة الأخيرة نتيجة عدم تحقيق الأهداف المرجوة حين تقلصت الوحدة الاقتصادية. ومن المنتظر أن يناقش المشاركون من عدة دول عربية، منها السعودية والمغرب وموريتانيا والعراق والأردن وجمهورية مصر وغيرها... على مدار ثلاثة أيام، مواضيع الفقر المادي وآليات استهدافه وإعداد الخرائط، إضافة إلى قياس الفقر عند فئة الأطفال، عبر استخدامات متعددة تداخل تحليل الحرمان والتوصل إلى توصيات ختامية توحد الرؤية.