أكد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن دائرته الوزارية أنهت إعداد البطاقية الوطنية للمحتاجين، مضيفا أنه سيتم عرض مشروع إنشاء مؤسسة الزكاة، التي ستؤطر صندوق الزكاة على الحكومة للمصادقة عليه، داعيا رجال الأعمال والصناعيين لإخراج زكاة أموالهم لفائدة الفقراء باعتبارها ركن من أركان الإسلام. أوضح محمد عيسى أن الوزارة الوصية من خلال هيئات صندوق الزكاة بالولايات واللجنة الوزارية لهذا الأخير، تقوم سنويا بتحيين البطاقية الوطنية للمحتاجين التي أنشئت بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني التي لها قوائمها من العائلات الفقيرة، والبلديات وكذا التحقيق الميداني، مضيفا لدى نزوله ضيفا على أمواج "فوروم الإذاعة" للقناة الأولى أن اللجنة الوزارية تتشكل من لجان الأحياء والكشافة الإسلامية، والاعتماد على شهادة المجتمع المدني ورقابة المسجد، مما سمح بإنشاء بطاقة وطنية كل شهر رمضان تضمن سلامتها. وقال أيضا أن قائمة العائلات المعوزة ووضعيتهم الاجتماعية، تم إدخالها في برنامج معلوماتي يسمى"البرنامج العادل"، حيث سيتم ترتيبها إلى عشر حالات، مشيرا إلى أن هناك 600 ألف عائلة تدخل دائرة الفقر سنويا، كما أن بعضها تمكن من الخروج من دائرة الفقر بفضل مساعدة الدولة عبر ما يسمى بالقرض الحسن، مما سمح لهم بإنشاء ورشة عائلية. وموازاة مع ذلك، قال وزير الشؤون الدينية أنه تم التفكير في إنشاء مؤسسة الزكاة باعتبارها الإطار القانوني الذي يحتضن الصندوق، حيث يقوم مدراء القطاع في الولايات على توقيع إحالات المال، كما أن إمام المسجد يقع عليه مسؤولية جمع القوائم وتحويل المال مباشرة إلى الصندوق، كاشفا عن المشروع سيعرض على الحكومة للمصادقة عليه لتأطير صندوق الزكاة. وفي هذا السياق، أشار عيسى إلى أنه العام الماضي تم تحصيل 143 مليار سنتيم، و87.5٪ من حصيلة الزكاة منحت للفقراء، داعيا في هذا الإطار الصناعيين إلى دفع زكاة أموالهم، وحسبه أن منتدى رجال الأعمال الأنسب لتحصيل الزكاة لفائدة الفقراء. وفي رده عن سؤال حول القرض الحسن قال الوزير أنه رصد للشباب 172 مليار سنتيم، حيث جسد منها 5 آلاف دج من جملة 8 آلاف مبلغ القرض، كما أن بعض المشاريع نجحت والأخرى لم تنجح، مؤكدا أنه سيتم رفع هذا القرض. وقال أيضا أن الوزارة، تفكر في إنشاء مؤسسات صغيرة المدرة للربح والمشغلة للشباب بالاعتماد على جهد صندوق الأوقاف، حيث سيعلن عن الصيغة الأساسية في أجالها. وبالمقابل، أكد وزير الشؤون الدينية أنه سيشن حربا وعظية ضد الآفات الاجتماعية خاصة المخدرات، قائلا أنه قبل شهر رمضان سيقوم بحملة وطنية تحسيسية في أوساط الذين يتعاطون المخدرات والخمر والتدخين للإقلاع عنها حتى بعد نهاية الشهر الفضيل، كما ستستهدف معركتهم الوعظية الأمن الفكري الذي يسعى إلى إحباط معنويات الجزائريين. مشيرا إلى أن القطاع سيعمل على إصلاح منظومة التعليم القرآني. مطالب نقابة الأئمة مشروعة وفي رده عن سؤال حول مطالب نقابة الأئمة، قال أن مطالبهم مشروعة لتحسين وضعيتهم الاجتماعية، مضيفا أنه شرع في فتح ورشة لمراجعة القانون الأساسي لهذه الفئة، كما تم رفع مطلب نظام التعويض والمنح إلى الحكومة، وفي سؤال آخر أوضح أنه لم يتلق رسالة لإيقاف التبرعات في المساجد حسب ما تداولته وسائل الإعلام، قائلا أنه سيستفسر عن الجهة التي تأذن لهم بجمع التبرعات. وبالمقابل، كشف عن تنظيم الملتقى الدولي للتعريف بالإسلام الحقيقي بفرنسا نظرا للهجمة الشرسة التي تعرض لها من طرف الغرب، ومن المزمع تنظيمه الشهر الجاري وذلك بالتنسيق مع عميد مسجد باريس وفيدرالية مساجد الجامع الكبير.