قال أستاذ الدراسات الاعلامية الأمريكي فيليب ميلر في كتابه: »الصحافة المختفية« أن آخر نسخة مطبوعة من الجرائد سيتداولها القراء سيكون في 2040 وقد أثار الرأي جدلا بين المؤيدين والمعارضين للفكرة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقدم المعلومات والحقائق التالية: 1) قال أحد المعارضين لفكرة الكتاب وهو الأستاذ أدريان: »أن الأمر يحتاج من الصحف إلى إعادة ابتكار الذات وتطوير نفسها بما يتلاءم مع العصر فلم يشهد التاريخ أن وسيلة اعلامية ألغت وسيلة أخرى سواء أكانت إذاعة أم صحيفة بشرط أن تطور أدواتها وتعرف كيف تعيد ابتكار نفسها وتروض قاتل الصحف (الكومبيوتر)«. 2) المثير للجدل هو تحول امبراطور الصحافة روبرت مردوخ إلى عالم الفضائيات والنشر الالكتروني بشرائه موقع »ماي سباس« بمبلغ 580 مليون دولار وتوقف مجلة لايف ويبلغ شركة »نايت ريدر« (قارىء الليل الأمريكية بعد 14 سنة من الوجود، وتدني شركة نيويورك تايمز«. 3) منذ بضعة أشهر شارك أكثر من 500 مصمم في مؤتمر دولي من أجل هدف واحد وهو تبادل التجارب والخبرات حول كيفية ترويض الانترنيت لخدمة الصحافة، وقال أحد المشاركين في المؤتمر أن تصغير حجم الصحف إلى القطع النصفي، قد أدى إلى نشوز القارىء وجعلت القارىء يدرك أن الصحيفة التي لا تفكر في التغيير تعطى إشارة خاطئة لقارئها معناه أن الصحيفة غير مهتمة بما يحدث حولها. 4) قال أحد المختصين الذي فاز بعدة جوائز عالمية في التصميم، أن بعض المحترفين في الصحافة يعتقدون أن القراء حيوانات بصرية يعشقون الرسوم التوضحية التي تجلب الأبصار من منطلق طبيعة بشرية، تجعل الانسان يترجم كل ما يقرأه إلى أشكال وصور في حياته ونقطة البداية في جذب القارىء فالمحتوى هو قائد الفرقة الموسيقية، والمخرج الفني هو ضابط الايقاع وأخذت وسيلة لتجسيد التقارب بين الوسائط المتعددة والرسوم التوضيعية هي الجسر الذي تعبر عليه الصحافة المطبوعة إلى عالم النشر الالكتروني، وكل الجرائد تعتبر مواقعها الالكترونية على الانترنيت امتدادا طبيعيا لوجودها المطبوع. 5) قال مصمم فني في صحيفة أمريكية مشهورة، أن كل هذه الظواهر السلبية دليل على حيوية سوق الصحافة وارتباطه الوثيق بتجربة رأس المال، والمنافسة الشديدة للوصول إلى القارىء