يتوجه الناخبون اليونانيون، اليوم، إلى صناديق الاقتراع للإجابة على سؤال واحد وصريح وهو «هل تقبلون أم لا خطة الإنقاذ الجديدة التي ستقوم على تبني إجراءات تقشفية صارمة؟». ومهما كانت النتيجة، فهذا البلد مقبل، دون شك، على مرحلة صعبة. كيف سيكون مصير اليونان مساء اليوم، بعد الإعلان عن النتائج النهائية للاستفتاء الشعبي الذي دعا إلى تنظيمه رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، الذي ينتمي إلى حزب «سيريزا» من اليسار الراديكالي؟ هذا الأخير لجأ في نهاية المطاف إلى هذه الوسيلة الانتخابية بعد أن اقتنع أن المحادثات التي جمعت أثينا بالاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، طيلة الأسبوع الماضي، ببروكسل، وصلت إلى طريق مسدود نتيجة رفض هذا الثلاثي منح قروض مالية جديدة لتمكين الاقتصاد اليوناني والمؤسسات المالية من مواصلة نشاطاتها. جدير بالذكر، أن أثينا رفضت مقترحات قدمها الدائنون الدوليون، الأسبوع الماضي، تنص على منح اليونان خطة إنقاذ جديدة ومساعدات مالية طارئة لسداد ديونها، مقابل تبني إجراءات تقشفية جديدة وصارمة، كتخفيض مستوى المعاشات وتقليص موازنة وزارة الدفاع ومطالب أخرى يبدو صعبا على اليونان تلبيتها حاليا بسبب وضعها الاقتصادي شبه المفلس. سيبراس يحث الناخبين على رفض خطة الإنقاذ وأمام تعثر المفاوضات، دعا ألكسيس سيبراس، إلى إجراء استفتاء شعبي على مقترحات الدائنين الجديدة، وسيجيب الناخبون اليونانيون، اليوم، على سؤال واحد وهو: «هل تقبلون أم لا خطة الإنقاذ الجديدة التي ستقوم على تبني إجراءات تقشفية صارمة؟». وفي كلمة وجهها للشعب اليوناني قبل يومين، حث رئيس الحكومة الناخبين على رفض خطة الإنقاذ، موضحا أن ذلك لن يكون رفضا لفضاء الاتحاد الأوروبي أو اليورو، بل خطوة حاسمة للضغط أكثر على الدائنين الدوليين من أجل منح البلاد اتفاقا قابلا للتطبيق ولا يتسبب في اختناق أكبر للاقتصاد اليوناني ويسمح له بالعودة إلى الأسواق العالمية». وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد يوناني يدعى «جي.بي.أو» في 2 جويلية ونشرت نتائجه جريدة «إثنوس» اليونانية، تقدم أنصار «نعم لخطة الإنقاذ» بشكل طفيف جدا ب44.8 من المئة من الأصوات مقابل 43.3 من المئة للرافضين للخطة الأوروبية. لكن متتبعو الشؤون اليونانية يرون أن كل الاحتمالات واردة وكل شيء قابل للتغيير لغاية مساء اليوم.