نفى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف على هامش تفقده لمنشآت تابعة لقطاعه بولاية تيبازة أمس، جملة وتفصيلا مجمل الإشاعات التي يتم ترويجها حول ندرة خانقة في بعض أنواع الأدوية بالمستشفيات، مشيرا إلى أنّه لا يعقل أن يعتمد التقشّف في الدواء على حساب المرضى الجزائريين. وفي ذات السياق، قال وزير الصحة بأن كل الأدوية التي تحتاج إليها المستشفيات متوفرة حاليا بالصيدلية المركزية، وما أثير مؤخرا حول ندرة الأدوية يتعلق بدواء حساس لعلاج أمراض القلب، وهو الدواء الذي استوردت منه الجزائر 55 ألف وحدة خلال شهر ماي و55 ألف أخرى خلال شهر جوان الماضي ومن المرتقب بأن يتم استقبال 100 ألف وحدة أخرى خلال جويلية الجاري في حين أنّ الاحتياجات الوطنية لا تتعدى عتبة 40 ألف وحدة شهريا. وأكّد بوضياف بهذا الشأن بأنّ البلبلة الجارية حاليا تهدف إلى التشويش على مشروع مراجعة تسعيرة الدواء وهو المشروع الذي لا يمكن التراجع عنه لاسيما وأنّ العديد من الأدوية تسوق بأسعار مخفضة بالدول المنتجة لها في حين تبقى جد مرتفعة بالجزائر مع كونها أهم مورد لها عربيا وإفريقيا، وطمأن الوزير بذلك كافة المواطنين بأنّه لن يعقل بأن يتعرض سوق الدواء للتقشف إلا أنّه لابد من مراجعة مدونة الدواء المحلية التي تجاوزت حدود 5800 دواء وهذا أمر غير معقول لأنّه لابد من تحديد قائمة الدواء المطلوبة دون غيرها. وفيما يتعلق بترقية آليات العمل بالقطاع قال الوزير بوضياف بأنّه بكل النقاط التي تمّ الوقوف عندها بولاية تيبازة أمس كنموذج فقد تم استقبال منشآت أو تجهيزات جديدة على غرار جهاز السكانير بكل من مستشفى القليعة ووحدة جراحة الأعصاب و الإنعاش بشرشال وهي الوحدة التي تحوي على 20 سربرا خاصا بالإنعاش الشيء الذي تفتقد إليه أكبر المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة ناهيك عن الدقة الكبيرة في العمليات الجراحية الخاصة بالأعصاب التي يتم إجراؤها محليا. أما عن إشكالية التكوين فقد أشار وزير القطاع الى أنّ الوزارة عازمة على استدراك النقص المسجل طيلة 7 سنوات خلت من خلال تكوين مجموعة كبيرة من فئة شبه الطبيين هذه السنة بمعية التكوين المتواصل لمختلف الفئات ومن المرتقب بأن تفتتح مدرسة الشبه طبي بحجوط أبوابها بداية أكتوبر القادم لإعطاء نفس جديد في هذا المجال وهي المدرسة التي تسع ل400 منصب تكويني، وقد ساهمت الإجراءات المتخذة بالقطاع خلال السنوات الأخيرة من تقليص عدد تنقلات المرضى عبر الولايات بحيث انخفض عدد الحالات المرتبطة بالتوليد والتي كانت تنتقل من ولاية تيبازة الى ولاية العاصمة بشكل ملحوظ كما انخفض عدد المرضى بالسرطان الذين ينتقلون من تيبازة الى ولايات مجاورة من 1500 حالة العام المنصرم الى 800 حالة هذه السنة ما يترجم حصول طفرة نوعية في إصلاح القطاع. وعن مخطط التوأمة ما بين المؤسسات الاستشفائية للشمال والجنوب، قال بوضياف بأنّ ذلك أتاح إجراء أكثر من ألف و400 عملية فحص طبي و2400 عملية جراحية لفائدة مرضى الجنوب، بحيث يرتقب بأن يشهد المخطط تنظيما أكبر بداية من سبتمبر القادم، كما توعّد الوزير بوضياف المتأخرين عن مناصب عملهم من كل الفئات النشطة بالقطاع ولاسيما حينما يتعلق الأمر بمناسبة العيد و الاستعجالات الطبية و كذا مخابر السكانير وغيرها بحيث أكّد الوزير في هذا المجال بأنّ الوصاية خطت خطوات عملاقة في تجهيز وترقية المؤسسات الاستشفائية والدور آت الآن على الوسائل البشرية العاملة بها.