تتواصل معاناة سكان قرى بلدية اعفير أقصى شرق بومرداس مع مياه الشرب رغم ربط البلدية من محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات قبل مدة، في محاولة للقضاء النهائي على أزمة العطش التي عانى منها سكان هذه البلدية الجبلية النائية بسبب فشل مختلف مشاريع الربط انطلاقا من آبار واد سيباو نتيجة التضاريس الطبيعية الوعرة واستفحال ظاهرة الربط غير القانوني لسقي الأراضي الفلاحية. اشتكى مواطنو قرى “الرباعي”، “تلاعياش”، تاجنانت، لعزيب وغيرها من استمرار أزمة التموين بمياه الشرب لفترة طويلة، حيث ما تزال أغلب قرى البلدية المقدر عددها بحوالي 25 قرية محرومة من هذه المادة الحيوية وتذبذب كبير في عملية التوزيع، ولم تزر مياه الشرب حنفياتهم إلا مرة واحدة طيلة شهر رمضان مثلما أكد عليه بعض المواطنين الذين تحدثوا للشعب عن ظروفهم الصعبة في رحلة البحث عن قطرة ماء في الآبار والمنابع البعيدة التي لم تعد تلبي حاجيات السكان. وعن أسباب استمرار أزمة العطش بالبلدية بعد تجسيد مشروع محطة تحلية مياه البحر، كشفت مصادر محلية ل “الشعب” أن السبب الرئيسي يعود لقدم شبكة التموين واهتراء قنوات الربط وخاصة منها القناة الرئيسية التي تربط مجموعة من القرى، حيث تتعرض مرارا إلى الأعطاب بمنطقة “لعزيب” وهي مبررات ظلت عبارة عن اسطوانة يرددها المجلس الشعبي البلدي في كل مرة منذ الانتهاء من مشروع ربط البلدية، وهي نفس المبررات التي قدمها سابقا رئيس البلدية علي عمراوي في رده على استفسارنا فيما يخص القضية، حيث وعد السكان بتجديد الشبكة لوضع حد لحالة الانقطاعات المستمرة وضمان التموين شبه الدائم على غرار مركز البلدية. كما يأمل سكان البلدية أيضا الإسراع في تجسيد المشروع الثاني المتعلق بربط المنطقة انطلاقا من نظام سد تاقصابت للقضاء النهائي على أزمة مياه الشرب التي عمرت طويلا على حد قول السكان.