وقفت “الشعب” في جولة استطلاعية قادتها إلى ولاية بجاية عبر طريق جيجل ، على مدى إقبال المواطنين على الأكواخ المتواجدة على حافة الطرقات والتي تعرض بعضا من المأكولات الصيفية ، حيث تعرف طوابير طويلة تنتظر دورها لتناول طائر السمان والمشويات أين يتنافس البائعون على بيع الأرانب وطائر السمان والذرة المشوية على طول الطريق الرابط بين “زيامة منصورية” بجيجل و بلدية “سوق الاثنين” بولاية بجاية. منظر الدخان المتصاعد من الشواء الشهي جعل المارة يسارعون للتوقف لتناول وجبة الغذاء هناك خاصة وان الأقفاص المتراصة لطائر السمان و الأرانب يزيد من فضولهم ورغبتهم في أكل طائر السمان المشوي على الجمر خاصة وان عملية الذبح تتم بعين المكان. السمان والأرانب المشوية يستهويان المصطافين وفي هذا الصدد قالت السيدة أماني مسعود من سطيف وجدناها برفقة عائلتها تتناول بعض المشويات من طيور السمان والذرة المشوية : “ بعد انقضاء شهر رمضان المبارك فضلنا التوجه إلى ولاية بجاية للاستمتاع بجمال الطبيعة و الاستجمام على شواطئها الجميلة ، و منذ 12 يوم وجدناه راحة كبيرة هنا خاصة الأطفال فقد استمتعوا كثيرا بمشاهدة القردة بالغابة و بالسباحة واللعب على شواطئ البحر . وأضافت المتحدثة عن الخدمات المتوفرة بشواطئ المنطقة وكذا بمحاذاة الطرقات أين توجد أكواخ الشواء فقالت: “ على الرغم من انعدام المراقبة و غياب شروط النظافة انتشرت في الآونة الأخيرة كثيرا هذه الأكواخ الصغيرة التي تبيع مأكولات مشوية على الجمر حيث نلاحظ إقبالا واسعا من طرف المواطنين على هذه المطاعم المتواجد بحافة الطرقات خاصة طائر السمان الذي يشتهيه الجميع”. وقال أحد المدمنين على أكل طائر السمان المشوي على الجمر والذي وجدناه بالطريق المؤدية لبلدية سوق الاثنين ببجاية إن هذه الأكلة لها فوائد صحية كثيرة لما تحتويه من حديد و كالسيوم و فيتامينات ، كما أشار إلى أنها تقي من الإصابة بالسمنة والضغط الدموي و الكولستيرول والسكري. وعن نوعية الخدمات المقدمة قال: “ هناك العديد من النقائص التي تقف عائقا أمام الترقية السياحية في بلادنا، بسبب عدم تشجيع الشباب على ترقية عملهم بتوفير مساعدات تمكنهم من التقدم في عملهم مقارنة بالانتشار الواسع وعدد المقبلين على الشواطئ و الغابات وفضاءات الترفيه والتسلية ،أين تكثر الطلبيات، يجب ترسيخ ثقافة سياحية بحجم ما تتمتع به بلادنا بمناظر جميلة و مواقع سياحية لا نجدها في مكان أخر.” وارجع احد الباعة الذي تحدثت إليه “الشعب” الإقبال الواضح على المشويات إلى سعره الذي هو في متناول الجميع حيث تقدر وجبة طائر السمان المشوي ب 150 دج ، والأرانب ب 1000 دج ، والذرة المشوية ب 50دج، كما أن ذبح وسلخ السمان أو الأرنب في دقيقتين بطريقة سهلة وسريعة ساهم في زيادة محبي هذه الوجبات التي يتناولونها وسط طبيعة عذراء.” كما طالب قريني فريد - بائع - السلطات المعنية لتوفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ،لان عمله مرتبط بفصل الصيف ومتواصل ليلا ونهارا يعرض فيه مختلف الأكلات من طيور السمان ولحم الأرانب والذرة المشوية بالإضافة إلى الشكشوكة والسمك المشوي ، ما يتطلب ماءا وكهرباء لإضاءة المكان . ...”ريحة لبلاد” المهربة إلى ديار الغربة وفي ذات السياق وحول ما تشهده المنطقة من حركة كبيرة تصل أحيانا إلى سد الطرقات لفترة طويلة تتعدى في بعض الأحيان الساعة وفي هذا الصدد أوضح الشاب شاكر توفيق 19 سنة وجدناه بأحد الخيام المتواجدة ببلدية سوق الاثنين بولاية بجاية بأن عمله يستمر طوال النهار حيث يوفر مختلف المستلزمات للمارة ، كما أكد أن المصطافين تجذبهم السلع التقليدية فقال: “تعرف السلع التي اعرضها إقبالا كبيرا من قبل الزوار بما فيهم الأجانب، لذلك أعمل بكل قوتي من اجل توفير نوعية جيدة من السلع لجلب الزبون .” وقد عبر عدد من السياح والزوار عن سعادتهم بتجربة الاستمتاع بالتسوق عبر ما يعرضه الباعة بمحاذاة الطريق الرابط بين جيجلوبجاية ، فأصناف المنتوجات التقليدية المعروضة من فخار وسلال و مستلزمات الزينة والإكسسوارات تروق المارين من المكان و كثبرا ما تكون الألبسة التقليدية على راس قائمة مشتريات المصطافين. وقالت نادية 19 سنة مغتربة جاءت من فرنسا إلى بلدها الأم لقضاء عطلة الصيف : “ وجدت طبيعة ساحرة في بجاية لم ارها من قبل فالجوا في الجبال رائع و شواطئ البحر ممتعة ومريحة وفيها الكثير من الخصوصية ، وكذا التسوق حيث احرص على شراء تذكار من صنع تقليدي آخذه معي عند عودتي الى فرنسا ، لذلك تجدني اقتني الكثير من الاشياء التقليدية سأقدم البعض منها هداية لاصدقائي هناك، وبالمناسبة اشتريت طقم صحون كامل ب 5000 دج ، بالإضافة إلى “قندورة” قبائلية لابنة أختي الصغيرة “ . كما وجهت رسالة إلى المسؤولين للاهتمام أكثر بالمناطق السياحية لجلب عدد اكبر السياح ، من خلال دعم الشباب وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لذلك من اجل خدمات تليق بما تحتويه المنطقة من تنوع طبيعي نادر. و تحدثت والدتها السيدة بريكي تونس 77 سنة قائلة: “بعد 38 سنة من الغياب عن أرض الوطن جئت إلى الجزائر وأنا مشتاقة إلى جزء من ترابها و هوائها، أحضرت بناتي للتعرف على بلدهم الأم وعلى العائلة التي زرتها بكل من باتنة والعاصمة ، ...وبعد اطمئناني على كل أحبابي أنا في رحلة استجمام وسياحة إلى كل من ولاية جيجلوبجاية.” كما عبرت السيدة بريكي تونس عن إعجابها بالأجواء السائدة في المكان و كذا المعروضات التقليدية التي تباع في الهواء الطلق وكأنه معرض سياحي يعكس ثقافة المنطقة وعاداتها من خلال الرسومات والنقوش التي تزين الفخار والزرابي و الألبسة القبائلية التقليدية التي اشترت بعضها لتأخذها معها حتى تزين بها منزلها ولتكون “ريحة لبلاد” التي سأهربها معي إلى بلاد الغربة.”