في ظل ما تعرفه المناطق الساحلية من إقبال كبير للسياح على الشواطئ ،وباعتبار ولاية قالمة منطقة عبور إلى عدة ولايات كسكيكدة وعنابة، عرفت تجارة بيع الذرة سواء كانت نيئة أو مشوية رواجا كبيرا بين الشباب الذين صاروا يقبلون عليها من أجل توفير بعض المال منها خاصة وأن المواطنون يفضلون تناولها، الأمر الذي شجع الشباب والأطفال على ممارسة هذا النشاط. في هذا الاستطلاع حاولت “الشعب” التقرب من الباعة للتعرف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء انتعاش بيع الذرة، ولكن الملاحظ أن الأطفال صاروا ينافسون الشباب في بيعها رغم الأخطار المحيطة لها خاصة البراميل المملوءة بالجمر. مصدر رزقي في الصيف وفي هذا الصدد قال الطفل ر- يزيد 16 سنة الذي وجدناه بواد الملح الواقعة بحمام النبائل يبيع الذرة المشوية:«وجدت في ممارسة هذا النشاط ما كنت أبحث فمنه أوفر الكثير من المال، لأن الذرة المشوية تلقى إقبالا كبيرا من الشباب المارين على المكان، كما يعتبرها البعض الأكلة المفضلة لهم في فصي فصل الصيف، أين تراهم يتهافتون على شرائها خاصة عندما تكون مشوية على الجمر”، وأضاف متحدثا إلى “الشعب”:«في كل سنة أبيع الذرة المشوية للمصطافين الراغبين في تذوق طعمها اللذيذ، فعملية ترويج هذه النشاطات الموسمية خلال فصل الصيف فرصة للربح وتوفير بعض المال لتغطية العجز أو قضاء يوم واحد على الشاطئ مع العائلة، وبالفعل مع مرور السنوات أصبحت هذه التجارة مربحة رغم أنها لا تتعدى مدتها الثلاثة أشهر في أعلى تقدير لها” وعن الصعوبات التي تواجهه في عمله قال: “أجد صعوبة كبيرة فيما أقوم به خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، فأنا أضع ما تيسر من الذرة والجمر بجانب الطريق ومظلة كبيرة للوقاية من أشعة الشمس وأبقى هناك حتى إلى الساعة العاشرة ليلا قبل أن أعود إلى المنزل، ولكن اقتسم ما جنيته من مال مع صديقي منير الذي يساعدني في هذا العمل الشاق”. في حين تحدث البائع مراد عن بيع ذرة قائلا:« أنا أبيع الدرة نيئة فهناك من يفضل شرائها نيئة ليقوم بشويها في البيت وسط العائلة، وإن كانت نيئة أو مشوية على الجمر تستهوي الذرة عددا كبيرا في فصل الصيف من المواطنين والمصطافين ربما لذوقها الخاص والمميز جدا”، واستطرد قائلا:«من الخطر ترك أطفال يشوون الذرة في براميل المملوءة بالجمر، فأي حادث بسيط سيصيب الطفل بحروق خطيرة، استغرب كيف استطاع أوليائهم إرسالهم لبيع الذرة المشوية على الجمر، خاصة وأنهم يجلسون على جانب الطرق السريعة، أين لا تتوفر أي مستلزمات الإسعاف الأولي، لذلك أرجو من الأولياء إبعاد أطفالهم عن الخطر المحدق بهم”. وعن أسعار بيع الذرة المشوية قال مراد: “ثمن حبة الذرة النيئة 25 دج، والذرة المشوية على الجمر بين 50 دج و60 دج، وهي أسعار في متناول الجميع وربما هو السر وراء إقبال الجميع عليها، خاصة وأن ولاية قالمة فلاحيه ولن تعرف نقصا في إنتاج الذرة”. وأكد في حديثه إلى “الشعب” أنه يبيع الذرة ليعين أسرته في مصاريف الدخول المدرسي خاصة وأنه هذه السنة يتزامن وعيد الأضحى المبارك، فالمنطقة ترتكز على العمل الفلاحي وفرص العمل فيها قليلة، كما أن المنطقة معروفة في الصيف بالذرة لذلك يعتبرها جل شباب المنطقة فرصة للكسب خاصة بالفترة الصيفية أين يكثر المارة، بما فيهم من يقبلون على حمام “نبائل” للاستمتاع بمياهه المالحة المشهورة والمعروفة بطبيعتها العلاجية، وأكد أيضا أن الإقبال يزداد في الفترة المسائية أين يفضل الجميع الخروج للتنزه مع اعتدال حرارة الجو.