انتقل وزير المجاهدين الأسبق، أمس، إبراهيم شيبوط، إلى مثواه الأخير، عن عمر يناهز 89 سنة، لينضم بذلك إلى قائمة الشهداء والمجاهدين الذي غادروا إلى جوار بهم، بعد أن ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. المجاهد شيبوط، إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني، مع انطلاق الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954، وجاهد تحت قيادة الشهيد البطل زيغود يوسف، الذي تعلم منه الصبر وتحمل الظروف القاهرة، في الولاية التاريخية الثانية. ولد المجاهد والوزير الأسبق، إبراهيم شيبوط، بتاريخ 24 مارس 1927 بالحروش بسكيكدة، انخرط من البداية في العمل التحرري المسلح، ليعيّن بعد سنوات من الكفاح ضابطا في جيش التحرير الوطني، قبل أن يقلد مسؤولية ناحية بالولاية الثانية التاريخية. وحكم على شيبوط، بالإعدام 02 سبتمبر 1959 من طرف المحكمة العسكرية للقوات المسلحة الفرنسية بقسنطينة، وحاز عام 1975 ليسانس في الحقوق، وتحصل على الدراسات الثانوية في فيرفيل بتونس، وله امتحان خاص بالدخول إلى الجامعة. بعد الاستقلال، تقلد مناصب عدة، واليا ثم حقوقيا مارس المحاماة لفترة وجيزة، ثم نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، أين تم انتخابه رئيسا للجنة القانونية والإدارية، ثم عضوا بعدة لجان بالمنظمة الوطنية للمجاهدين. في جوان،1991 أسندت له حقيبة وزارة المجاهدين، في حكومة سيد أحمد غزالي، وبعدها حكومتي بلعيد عبد السلام في جويلية 1992 ورضا مالك سنة 1993 إلى غاية أفريل 1994. وإلى جانب تاريخه النضالي ضد الاستعمار الفرنسي، ترك المجاهد إبراهيم شيبوط، خلفه مؤلفا بعنوان «زيغوت يوسف الذي عرفته»، نقل فيه شهادته عن الشهيد البطل والقائد الرمز للولاية الثانية، لإعطائه المكانة التي يستحق. ودعا الوزير الأسبق، في مختلف شهاداته وتصريحاته الإعلامية، إلى ضرورة تقصي الصدق والموضوعية في كتابة التاريخ، وإسناد هذه المهنة للأكفاء والمختصين في الكتابة التاريخية. واعتبر الفقيد قبل وفاته، أنه بعد تحقيق الشعب الجزائري للهدف الأكبر المتمثل في الاستقلال واستعادة السيادة، تبقى كيفية تقوية بلاده وجعلها رائدا بين الأمم وتتعاطى بالندية مع جميع البلدان، هدفا أسمى. ونقل جثمان الراحل، أمس، جوا على متن طائرة خاصة من مطار هواري بومدين (الجزائر العاصمة)، إلى مطار عنابة ومنه إلى مدينة سكيكدة وسيتم تشييع جثمانه، اليوم، بمقبرة القبية بسكيكدة، بحسب ما أفادت به وزارة المجاهدين.