شيع، أمس، جثمان المجاهد والفقيد وزير المجاهدين الأسبق إبراهيم سلطان شيبوط بعد صلاة الظهر بمقبرة القبية بمدينة سكيكدة، عن عمر يناهز 89 سنة، بحضور جمع غفير من المواطنين يتقدمهم عدد من مجاهدي المنطقة و بحضور الأهل والسلطات الولائية المدنية والأمنية، يتقدمهم والي ولاية سكيكدة فوزي بن حسين، والأمين العام لوزارة المجاهدين خالدي بومدين ممثلا عن وزير المجاهدين، الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري، ومستشار رئيس الجمهورية علي بوغازي، والعديد من الإطارات التي رافقت الفقيد في مسيرته المهنية. في كلمة التأبين التي قرأها الأمين العام لوزارة المجاهدين، تم التذكير والإشادة بخصال المرحوم الوزير المجاهد إبراهيم سلطان شيبوط الذي كرس حياته لخدمة الوطن وأداء مهامه على رأس مؤسسات الدولة، وأوضح خالدي بومدين أن الفضل يعود للمرحوم لإعادة هيكلة وزارة المجاهدين، وبعثها من جديد، حيث رقى المفتشيات الولائية إلى مصاف مديريات ولائية، كما أشاد الطيب الهواري الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء، على هامش مراسم الجنازة ببعض نضالات وخصال المجاهد الفقيد، مؤكدا بأنه عاش شجاعا ومات كبيرا وهو مجاهد الجزائر ككل. المرحوم من مواليد 24 مارس 1927 بسكيكدة، التحق بصفوف الثورة التحريرية مع انطلاقها في 1954، بعد سنوات من الكفاح المسلح عين ضابطا في جيش التحرير الوطني، بعدها عين مسؤول ناحية بالولاية الثانية التاريخية، بعد الاستقلال تقلّد مناصب عدة، واليا، نائبا بالمجلس الشعبي الوطني وحقوقيا مارس المحاماة لفترة وجيزة، ثم عين نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، ليتم انتخابه رئيسا للجنة القانونية والإدارية، ثم عضوا بعدة لجان بالمنظمة الوطنية للمجاهدين، عين وزيرا للمجاهدين في جوان1991 إلى غاية أفريل 1994. الفقيد قال عن نفسه في العديد من المناسبات» إنه تجند كجندي بسيط ثم دخل كعضو في فوج وحضر مؤتمر الصومام مع الفوج الذي قاده كل من زيغود يوسف وعمار بن عودة وكذا عبد الله بن طوبال، وهم مسؤولو المنطقة الثانية التي أصبحت بعد مؤتمر الصومام تسمى بالولاية الثانية، فهذا كان أول لقاء له بعد 20 أوت 1955، ومن ثم انضم في نفس الفوج مع زيغود يوسف بعدما طلب منه ذلك، عمل مع علي كافي ، كما رافق زيغود يوسف إلى منطقة القبائل، ولكنه رجع بعدما قالوا له بأن هناك طائرات تلقي بالسلاح في منطقة «كتينا» التابعة حاليا لولاية جيجل، إلا أن المجاهد «سي أحمد» يوسف زيغود لم يدم مكوثه مطولا واستشهد في 23 سبتمبر 1956، فور رجوعه من منطقة القبائل، كما شارك مع بن طوبال في تقارير مؤتمر الصومام، ثم تولى منصب عضو في المنطقة الثانية. للتاريخ المرحوم هو الذي اختار تاريخ 18 فيفري يوما للشهيد، ليس لأنه يوم الشهيد فقط بل لأنه تاريخ ميلاد زيغود يوسف، فهو ولد في مثل ذلك اليوم، فلما كان وزيرا للمجاهدين نسق مع منظمة المجاهدين، وعلى إثر اجتماع بالوزارة تم الاتفاق رسميا أن يوم الشهيد 18 فيفري . الراحل ساهم في إثراء كتابة تاريخ الثورة، خاصة فيما يخص مراحلها الأولى، وكانت له العديد من الشهادات على وسائل الإعلام الوطنية حول الثورة المجيدة ومراحلها، كما أنه ألف كتابا حول سيرة الشهيد البطل زيغود يوسف، « زيغود يوسف الذي عرفته «، حيث قدم شهادة ثمينة عن أحد رجال الجزائر الأفذاذ الذين لعبوا دوراً ريادياً ورائعاً في الجهاد المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، أين كشف عن سيرته، وجهاده وعبقريته وأكد جدارة هذا الشهيد البطل الذي يذهب الكثير من الدارسين والمؤرخين إلى التأكيد على أنه هو الذي غير مجرى تاريخ الثورة الجزائرية بتصميمه لخطة هجومات 20 أوت 1955.