تعزيز أواصر التضامن والنضال من أجل تقرير مصير الصحراء الغربية وقعت بلدية الجزائر الوسطى العيون بالجمهورية العربية الصحراوية الغربية، أمس، بروتوكول شراكة وتعاون أشرف على مراسم توقيعه رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، بحضور وزير النقل الصحراوي و سفير الصحراء ببلادنا وعدد من أعضاء جبهة البوليساريو وولاة منتدبين بولاية الجزائر وشخصيات وطنية ومجاهدين. يشمل بروتوكول التعاون تسطير برنامج عمل بين الطرفين ابتداء من السنة الحالية ويتناول مجموعة من النشاطات في عدة مجالات منها السياسية، الثقافية، الإنسانية، والاجتماعية وهو ما عبر عنه رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش في كلمته التي أكد فيها أن الاتفاقية تكتسي طابعا بالغ الأهمية. ويحمل الاتفاق الذي ينطلق بناء من الإرادة القوية لتمتين أواصر الصداقة والتضامن بين البلدين حكومة وشعبا، ترجمة وتجسيدا لإرادة وعزيمة قيادات البلدين في تحصين فضاء متماسك، متكامل خالي من كل أشكال الاستعمار والظلم وهو ما أكده بطاش مراهنا على تنفيذ كافة بنود الاتفاق. مشيرا إلى كونه فضاء تسود فيه روح المحبة بين الشعوب ويتمتع بكل المقومات النبيلة والشريفة لحقوق الإنسان والشعوب الرافضة لكل أنواع الإقصاء والتهميش، إضافة إلى ما يمثله من فضاء يتمتع بالاستقرار والأمن والسلم والأخوة والطيبة والصداقة. من جهته عبر والي ولاية العيون الصحراوية وعضو جبهة البوليساريو حما بونية عن امتنان الدولة الصحراوية حكومة وشعبا لمواقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي ما فتئت تزيد عزم الشعب الصحراوي على مواصلة الكفاح والنضال لاسترجاع السيادة الوطنية، قائلا أن احتضان الجزائر للشعب الصحراوي منذ أربعين سنة والوقوف معه في محنته، دليل قاطع على موقف الجزائر الدائم لمناهضة الاستعمار بكل أشكاله والدعوة الصريحة إلى ضرورة منح الشعوب المستعمرة حق تقرير مصيرها، مؤكدا فشل الاحتلال المغربي في فك الوحدة الوطنية واللحمة التي تجمع الشعب الصحراوي. وقال بونية أن اختيار الجهات الجزائرية المنظمة لاتفاق التعاون بساحة المقاومة بالعاصمة رسالة واضحة المعاني وجلية للعيان تؤكد إصرار الحكومة الجزائرية على مواصلة دعم القضية العادلة ويبعث في نفوسنا القوة والعزيمة لانتزاع الحق والصراع من أجل المقاومة السلمية التي شحنت على مدار 40 سنة عزيمة شعب الجمهورية الصحراوية في النضال وبناء الدولة الصحراوية المستقلة العادلة، وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، منوها إلى عدم التخلي ولو على شبر واحد من التراب الصحراوي. ...وانطلاق قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيمات اللاجئين وتم بمناسبة توقيع الاتفاق الذي حضرته وفود من المناطق الصحراوية المحتلة ومواطنون جزائريون صنعوا أجواء تضامنية بساحة المقاومة انطلاق قافلة مساعدات تضامنية أشرف عليها رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، حيث تضم مساعدات إنسانية قدمتها بلدية الجزائر الوسطى بمناسبة أسبوع التضامن مع الشعب الصحراوي الذي تزامن والأسبوع الثقافي المنظم بساحة البريد المركزي. وبخصوص ما تعلق ببنود الاتفاقية الموقعة بين بلدية الجزائر الوسطى وولاية العيون الصحراوية فإنها تشتمل على غرار مجالات التضامن تبادل الخبرات الفنية والتجارب في جميع الأمور المتعلقة بالإدارة المحلية وكذا تبادل المعرفة والتعاون العلمي ضمن المجالات الصحية والاجتماعية وتوفير الرعاية وحماية الطفولة والأمومة. كما تضمّن اتفاق الشراكة مجالات تشجيع ودعم التعاون في المجالات الاقتصادية والمساعدة على إنشاء وتجهيز مراكز للتكوين، فضلا عن المشاركة في إقامة المهرجانات والفعاليات التي من شأنها تعزيز التضامن واهتمام الرأي العام والتعرف بالقضية الصحراوية.