تعيش العشرات من قرى بلدية مقلع التي تبعد بحوالي 50 كلم شرق ولاية تيزي وزو، أزمة مياه حادة، مما جعل السكان يعيشون حياة شبه مستحيلة نتيجة الهواجس الناجمة عن افتقار منطقتهم لهذا المورد الحيوي، خاصة في فصل الصيف حيث تزداد الحاجة الماسة له مع ارتفاع درجات الحرارة. واستنادا للسكان في رفع انشغالاتهم عبر «الشعب»، فإن المياه نادرا ما تزور حنفيات منازلهم ما يجعلهم يقومون يوميا بعملية بحث واسعة عبر الآبار والينابيع التي تحويها المنطقة للتزود بالمياه وملء براميل ليتم حمله بطرق بدائية يصل في بعض الأحيان مشاركة كل أفراد العائلة حتى الأطفال منهم لحمل البراميل لاستعماله في المنزل، ولم تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، إذ يضطر العديد منهم لشراء صهاريج من المياه يصل سعرها الى 1000 دينار. وحسب ما أكده السكان فإن المياه تصل الى منازلهم مرة في الأسبوع، وفي بعض الأحيان لمدة عشرة أيام، وتصلهم في أوقات غير منتظمة ما يجعهم في مراقبة مستمرة لحنفياتهم ليلا ونهارا. وطالب السكان من مديرية الجزائرية للمياه بضرورة ربطهم بالمياه انطلاقا من سد تاقصبت، وذلك لتوديع مشكل التزود بهذا المورد نهائيا، أو انجاز مضخات جديدة من شأنها أن ترفع الضغط لوصول المياه لمنازلهم. للتذكير فإن القرى التي تعيش جفافا حقيقيا هي اقني بعفير، ايت عيش، امازول، ايت منصور وحمد، ايت موسى، وتيزي نترقا وغيرها من القرى التي طالما رفعت أصواتها للمسؤولين المعنيين إلا أن نداءاتهم لم تجد الأذان الصاغية الى غاية اليوم ، يواجهون ذات المشكل أمام الصمت الذي تلتزمه السلطات المسؤولة. والجدير بالإشارة أن سكان قرى بلدية مقلع أقدموا في عدة مناسبات تنظيم حركات احتجاجية تمثلت في غلق مقر الجزائرية للمياه وذلك للضغط على مسؤولي المديرية لإيجاد حلول عاجلة لمشكلهم. وبين هذا وذاك فان سكان بلدية مقلع لا يزالون يعانون اشد المعاناة نتيجة غياب المياه الصالحة للشرب في ظل الصمت الغير المبرر الذي تلتزمه مديرة الجزائرية للمياه.