يتخوّف سكان ولاية تيزي وزو شبح العطش، رغم تدعم قطاع الري بولاية تيزي وزو برسم مخطط هذه السنة من غلاف مالي بقيمة 970 مليون دينار لإنهاء معضلة التزوّد بالمياه الصالحة للشرب، إلاّ أنّ مشكل ندرة المياه بالولاية يتجدد مع كل موسم صيف في عدد من بلديات تيزي وزو خاصة المناطق الجبلية النائية منها، التي يعاني سكانها من غياب عنصر الحياة من حنفيات منازلهم الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق بسبب صعوبة الحصول على هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها خاصة خلال هذه الأيام الرمضانية التي تشهد ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة. في بلدية تيزي غنيف الواقعة أقصى جنوب عاصمة الولاية، انتفض سكان أزيد من 23 قرية تابعة لذات البلدية لأكثر من مرة بسب العطش الذي يلازم يومياتهم وناشدوا السلطات المعنية لإيجاد حل لأزمة انعدام المياه التي تتكرر معهم مع كل موسم صيف. تساؤلات حول سد كودية أسردون يعاني سكان آيت عبد المومن في واضية من المشكل ذاته الذي أثار حفيظتهم بسبب معاناتهم مع العطش حتى في عز الشتاء، ويزداد الوضع تأزما في فصل الصيف، رغم أنّ هذه الجهة الجنوبية للولاية على غرار ذراع الميزان، بوغني، معاتقة، واضية، تيزي غنيف، مكيرة وغيرها من المفروض أن تتزود من مياه سد «كودية أسردون» في ولاية البويرة الذي يتسع لتخزين 650 مليون متر مكعب موجهة لتموين 14 مركزا حضريا موزعة على ولايات البويرة، المدية، المسيلة والمنطقة الجنوبية لولاية تيزي وزو، إلا أن سكان هذه الجهة محرومون من عنصر الحياة. من جهتهم، يقاوم سكان دائرة بوزقان شرق الولاية العطش في عز أيام الشهر الفضيل، الأمر الذي دفع بهم إلى الخروج بعيدا بغرض البحث عن منبع يتزودون منه والعودة إلى بيوتهم بدلو من الماء، كما يقوم آخرون باقتناء الصهاريج بتكاليف باهظة تصل أحيانا إلى ألفي دينار للصهريج، معرّضين بذلك حياتهم إلى الخطر بسب انعدام أدنى شروط النظافة كما يجهل مصدر تلك المياه. بدورهم، أقدم سكان بلديات فريحة وآث جناد في أكثر من مرة على حركة احتجاجية قاموا من خلالها بغلق مقر الجزائرية للمياه للتنديد بغياب الماء الصالح للشرب عن بيوتهم، وهو ما عمق من معاناتهم في جلب الماء ونقله على الأكتاف رفقة أبنائهم الصغار الذين يذوقوا ويلات المشكل. كما اشتكى نحو 9 آلاف نسمة تابعة لعرش «برقوقة» في دائرة معاتقة من انعدام المياه الصالحة للشرب ومن التذبذبات الذي تشهده طيلة أيام السنة، ما يجعلهم يتخبطون في مشاكل هم في غنى عنها، وقام هؤلاء خلال الأيام القليلة الماضية بتنظيم مسيرة شعبية شارك فيها العشرات من السكان الناقمون عن الوضع. وانطلقت المظاهرة إياها من القرية المذكورة لتمتد نحو مقري البلدية والدائرة، طرح عبرها السكان معاناتهم مع ندرة المياه الشروب على السلطات المحلية، إلا أن مشكلهم لم يأخذ بعين الاعتبار بعدما رفض المسؤولون مقابلتهم الأمر الذي دفع بهم إلى التصعيد وشن حركة احتجاجية قاموا من خلالها بغلق الطريق الولائي رقم 147 الرابط بين مقر الدائرة وعاصمة الولاية أمام حركة المرور، مستعملين في ذلك المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، وتحولت بذلك المسيرة السلمية التي نظمت من أجل الماء إلى أعمال شغب اندلعت بين المحتجين ومصالح فرقة الدرك الوطني نتج عنها العديد من الجرحى في صفوف كلا الطرفين. ويروي سكان دائرة بوجيمة خاصة مواطنو «أقني أوفقوس» معاناتهم اليومية التي يتكبدونها مع صعوبة الحصول على مصادر المياه ليتزودوا منها وقد لجأ العديد منهم إلى اقتناء قارورات المياه المعدنية لاستعمالها في الشرب، بينما اضطر آخرون إلى حفر آبار في حقولهم، لعلها تحد من معاناتهم مع رحلات البحث اليومية عن منبع للمياه يتزودون منه. ورغم أنّ عاصمة جرجرة تمتلك ثروة مائية لا يستهان بها خاصة وأنها تتوفر على سد تاقصبت الذي تقدر طاقة استيعابه ب175 مليون متر مكعب ويموّن ولايتي بومرداس والجزائر العاصمة بنحو 140 مليون متر مكعب في السنة، إلاّ أنّ قرى تيزي وزو تعاني العطش، علما أنّ نسبة تغطية الولاية بالمياه الصالحة للشرب بلغت السنة المنصرمة 64 في المائة مست 60 بلدية من أصل 67 بلدية تتوفر عليها الولاية وهي النسبة التي شهدت تحسنا نوعيا مقارنة مع السنوات الماضية. مشروع تحويل المياه من سد تاقصبت اعتبارا من 2013 يعلق سكان المنطقة الساحلية الشمالية لولاية تيزي وزو آمالا كبيرة على مشروع تحويل المياه من سد تاقصبت الذي برمج لإنجازه سنة 2010، حيث ستستفيد نحو 214 قرية تابعة ل8 بلديات هذه الجهة الشمالية من الولاية على غرار تيقزيرت، إفليسن، آيت شافع، زكري، أزفون، ماكودة، بوجيمة وأغريب. ويعوّل الكثيرون من هذا المشروع للمساهمة في تأمين حصة المياه الموجهة لسكان هذه المنطقة المقدرة احتياجاتها وفقا لمديرية الري للولاية بحوالي 21,022 متر مكعب في آفاق سنة 2030، وحسب المصدر ذاته، فإنّ هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 3.5 ملايير سنتيم، عرفت أشغاله تعطلا ملحوظا، حيث كان من المفروض أن يدخل حيز التشغيل في جوان المنصرم قبل تمديد آجاله لشهر سبتمبر المقبل. ويرجع السبب حسب المصدر ذاته إلى التقلبات الجوية التي شهدتها الولاية خلال شهري فيفري و مارس أين اتسمت المنطقة بسقوط كميات معتبرة من الثلوج لم تشهدها منذ سنوات القرن الماضي، كما أشار المصدر إلى أن سير الأشغال حاليا تسير بوتيرة حسنة بعدما بلغت عملية تنصيب القنوات نسبة 86 في المائة، في حين بلغت نسبة 1.3 في المائة في شقها المتعلق بإنجاز محطات الضخ والخزانات. ومن المنتظر استلام التجهيزات الكهربائية و الميكانيكية مباشرة بعد الانتهاء من أشغال المحطات المذكورة سلفا، ويتعلق الأمر بإنجاز 3 محطات للاسترجاع و11 خزانا تتراوح سعتها ما بين 1000 و5000 متر مكعب من الماء حسب المعلومات الواردة في البطاقة التقنية للمشروع الذي ستنطلق أشغال إنجازه مطلع سنة 2013. 3 سدود في الأفق لتدارك العجز و6 محطات لتأمين المياه ضدّ التلوث في سياق ذي صلة، استفاد قطاع الموارد المائية بالولاية من 4 مشاريع كبرى على غرار مشروع إنجاز سد سوق نتلاثة في بلدية تادمايت بطاقة استيعاب 150 مليون متر مكعب، حيث رصد له غلاف مالي بقيمة 11 مليون دينار وحدّدت أشغال إنجازه بأربعين شهرا وأسندت مهمة إنجازه إلى شركة تركية قصد ضمان تسليمه في الآجال المحددة. كما استفادت الولاية من مشروع سد سيدي خليفة بسعة 21 متر مكعب بأزفون وغلاف مالي قدر بسبعة ملايين دج وسد واد بوناشي بسعة 30.5 ملايين متر مكعب في دائرة مقلع شرق الولاية، هذا وتهدف هذه المشاريع حسب مصادر من مديرية الري بالولاية إلى ضمان إيصال الماء إلى 1400 قرية موزعة على 67 بلدية تابعة لولاية تيزي وزو. من جهة أخرى، استفاد سد تاقصبت من مشروع إنجاز 6 محطات تصفية بجواره قصد حماية مياهه من خطر التلوث الناجم عن النفايات التي تصل إلى 60 طنا يوميا تقذفها البلديات المحيطة بالسد على غرار واسيف، بني يني، واضية، الأربعاء ناث ايراثن وغيرها إضافة إلى مخلفات معاصر الزيتون التي تختلط بمياهه، حيث من المنتظر إنجاز هذه المحطات في آفاق 2014.