أشرف وزير الثقافة «عز الدين ميهوبي» على فعاليات «ليالي الشعر العربي» لمصر في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 بالمسرح الجهوي. الأمسية الشعرية التي تابعها ميهوبي رفقة وفد رسمي مهم في مقدمته سفيري الأردن وتونس، كانت فيها القصائد جسورا ممتدة بين نهر النيل ومدينة الصخر العتيق التي وصفت بالمدينة الشاعرية.»الشعب» استمتعت بهذا الجو الشاعري في سهرة صيفية خالدة، وتنقل تفاصليها. قال «ميهوبي» في كلمة بالمناسبة إن ليالي الشعر العربي هي واحدة من الفعاليات التي أعطت زخما وإضافة لتظاهرة ثقافية عربية خاصة وأنها تضم شعراء لهم نبضهم في القصائد العربية. وأكد الوزير على العلاقات السياسية والثقافية بين الجزائر ومصر التي تعود إلى ما قبل الميلاد، ومن أبرز محطاتها الأولى زواج الملك الجزائري العالم يوبا الثاني من كليوباترا سليني ابنة الملكة المصرية الشهيرة كليوباترا، والتي اشترطت عليه أن يكون مهرها نهرا شبيها بالنيل، فكان نهر ماء الزعفران المعروف اليوم بمازافران، وحين خطفها منه الموت شيد لها هرماً لا يزال قائما حتى اليوم. من جهته أشار المشرف العام على فعالية ليالي الشعر بوزيد حرز الله إلى العلاقات الثنائية في مجال الشعر قائلا إنها تكرست أكثر على يد الشعراء الجزائريين الذين درسوا في مصر، والأساتذة المصريين الذين درّسوا في الجزائر خلال القرن العشرين، مضيفا أن خمسين شاعرا عربيا وجزائريا شاركوا في تأثيث أمسيات ليالي الشعر في قسنطينة، تاركين انطباعات جميلة، في تظاهرة تسعى إلى الاحتفاء بالثقافة العربية، في زمن عربي تسوده الفوضى والحروب. على هذا المنوال سارت الأمسية التي جرت تحت عنوان «الشعر والتراث» ومن تنظيم محافظة التظاهرة الثقافية قسم الكتاب والفن، وسط إبداع فني متميز وقعته خمسة أسماء تنتمي إلى أجيال مختلفة ومتميزة من المشهد المصري المعاصر، قرأت نصوصاً تزاوجت مع الموسيقى الهادئة، وهواجس الواقع المصري. الأمسية التي انطلقت بتغريدة شعرية للصحفي والشاعر «أحمد الشهاوي» الذي قدم قصيدة بعنوان «أن لا تشعل نارا في صحراء الخريف» وقصيدة «أن لا تستعبد اسم امرأة» هي كلمات عاشقة لمعنى الحرية تنم عن ثورات فكرية قدمها الشاعر في طبق الألم والحرية، هي كلمات متناسقة نالت اهتمام الحضور وأطربت مسامع المثقفين والكتاب بمنبر تاريخي بمدينة أثرية تصرخ ثراءا بحضارتها وتاريخها المنبثق عن أقدم مدينة عاشت ما بين الأزمنة. ترك المجال بعد قراءة آخر قصيدة له والتي كانت بعنوان «لا تصدد سمكا جائعا» للشاعر»جمال القصاص» الذي كتب عن الحب والحرب وقدم على منبر قاعة المسرح الجهوي قصيدة بعنوان « أنا لا أشبه أحدا» وهو صاحب الدواوين «خصام الوردة»، «شمس الرخام»، «فراغات صوتية»، «ما من غيمة تشعل البئر» . بعده جاءت الشاعرة «غادة نبيل» لتقدم قراءة قصيدة لصاحبها الإيراني «مجيد نفيس» لاجئ سياسي بمصر تحت عنوان «الليل» ثم قصيدة أخرى بعنوان لعنة مباركة» هي شاعرة وجهت رسالتها برقة حديثها وعذوبة إلقائها لتأخذ الحضور في جولة ملائكية من صنع امرأة فرعونية. وتسلم ميكروفون القصائد كل من الشاعر «سليمان جوادي» الذي قدم قصيدة بعنوان «لا أرى في السماء سواك» وكذا الشاعر «الأخضر فلوس» صاحب ديوان «أحبك ليس اعترافا أخيرا».