بلغ عدد الحجاج الذين قضوا يوم الجمعة، إثر سقوط رافعة بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة، 107 شخص وما لا يقل عن 238 جريح. وكانت السلطات السعودية ردّت أسباب هذا الحادث الأليم، إلى العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة. وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، أمر بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث ورفع نتائجها بشكل عاجل. هذا ويشهد الحرم المكي عملية توسعة منذ سنوات وهذا ما يبرر وجود هذه الرافعة مع معدات وآلات ثقيلة أخرى مستعملة في هذه الأشغال التي أشرفت على مرحلتها النهائية بداية جوان الماضي، والهادفة إلى استيعاب العدد المتزايد للحجاج والمعتمرين وذلك بعد حوادث الازدحام والتدافع التي كانت أدت في مواسم الحج السابقة إلى مقتل العديد من الحجاج بسبب التدافع أثناء أداء الشعائر. وعن تأثير الحادث عن على موسو حج 2015، أكد مسؤول سعودي أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد وذلك رغم مقتل أكثر من 100 شخص في حادث سقوط رافعة في المسجد الحرام في مكةالمكرمة يوم الجمعة. ونقلت مصادر إعلامية عن المسؤول، أن “هذا لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم إصلاح القسم المتضرر خلال أيام”. في سياق ذي صلة، أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”، في تقرير لها، أمس، أن الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج أكملت استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها من أجل ذلك والتي ركزت على تحقيق “أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان”. وأعلنت المملكة العربية السعودية، أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام منذ بدء القدوم وحتى الجمعة بلغ 909 آلاف و604 حاج. وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن 888 ألف و165 حاج وصلوا عن طريق الجو، فيما وصل عن طريق البر 12 ألفا و802 حاج. ووصل عن طريق البحر 8 آلاف و637 حاج وهذا أقل من عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة قدرها 0.57%. تضامن دولي واسع
نعى العديد من قادة الدول والأوساط السياسية والدينية ضحايا حادثة سقوط رافعة بالحرم المكي بمدينة مكةالمكرمة بالسعودية، يوم الجمعة، والتي قتل جراءها 107 وأصيب 238 آخرون من حجاج بيت الله الحرام ودعوا لأن يتقبّل الله مسعاهم في أداء فريضة الحج ويغفر لهم ويلهم أسرهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. وتفاعلا مع هذا الحادث الأليم، الذي كان من بين ضحاياه حاج جزائري متوفي و17 مصابا، بعث عدد من قادة العالم ببرقيات تعزية إلى العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز، تضمّنت مشاعر المواساة والأسف لما جرى في موسم الحج لهذه السنة بعد انهيار الرافعة جراء الرياح العاتية التي تشهدها المملكة في هذا الوقت. فقد بعث كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقبات تعزية للعاهل السعودي، أعربا فيها عن بالغ تأثرهما وحزنهما العميق للحادث والدعوة لذوي الضحايا بجميل الصبر وحسن العزاء وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل. من جهته أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي أجراه مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن خالص تعازيه في ضحايا الحادث الأليم بالحرم المكي الشريف، داعيا الله أن يتغمّدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته وينعم الله بالشفاء العاجل لمصابي هذا الحادث. كما نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ضحايا الحادث وتقدم بخالص تعازيه لأسرهم، متمنيا تمام الشفاء لجميع المصابين. كما تقدم شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب بخالص العزاء إلى عاهل السعودية والأمة الإسلامية جمعاء في هذا المصاب. أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، أعرب في برقية تعزية عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسر الشهداء. من جهتهما تأسفت كل من روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين وبريطانيا عبر رئيس وزرائها ديفيد كاميرون لحادثة مكةالمكرمة وأعربا عن تعازيهما لعائلات قتلى الحادث. الرئيس الباكستاني ممنون حسين والرئيس الهندي براناب موخرجي، قدما أيضا تعازيهما وعبرا عن حزنهما للخسائر البشرية الناجمة عن حادث سقوط الرافعة في المسجد الحرام. كما أبديا تعاطفهما مع أسر الضحايا والدعوة للمصابين بالشفاء العاجل.
لجنتان للتحقيق في الحادث أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، إنه تم تشكيل لجنتين للتحقيق في أسباب وتداعيات حادث سقوط رافعة، حيث نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” قوله، خلال تفقده لموقع الحادث، إن الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الدفاع المدني باشرت الحادث في حينه. وصرح أحمد بن محمد المنصور، المتحدث باسم رئاسة شؤون المسجد الحرام، أن قسما من الرافعة سقط عند الساعة 17:10 مساء (14:10 ت.غ) “نتيجة العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة”. ويأتي الحادث في الوقت الذي يستعد مئات آلاف المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج والذين وصل منهم قرابة 800 ألف حاج إلى السعودية لأداء فريضة الحج.