بعد وابل التصفيق الذي ناله موسيقيو الأوركسترا السمفونية الوطنية، عقب تقديمها لبرنامج الافتتاح، تبعنا المايسترو أمين قويدر إلى الكواليس، ورغم ما ارتسم على وجهه من علامات الإرهاق الممتزجة بنشوة الفرح، آثر أن يلتقي بنا ويقاسمنا في عجالة آراءه وأفكاره وآماله حول الموسيقى الكلاسيكية بالجزائر. يتحدث أمين قويدر، قائد الأوركسترا السمفونية الوطنية، عن فكرة الجمع بين ثلاثة أصوات أوبرالية عربية على ركح واحد، ويقول إنها جاءت في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، التي تجمع بين الموسيقيين العرب، “أردنا أن نحتفل بالموسيقى العالمية، وأن نحتفي بموسيقيين عرب ذوي مستوى عال جدا، وقد رأينا اليوم كيف أن الأوركسترا الوطنية صارت واحدة من أحسن وأكبر أوركسترات العالم العربية، وكيف أن التفاعل كان جد إيجابي بينها وبين المغنين الثلاثة. كما رأينا ميزة ثانية وهي أن الأوركسترا تعزف جيدا الموسيقى السمفونية ولكنها تعزف أيضا الموسيقى الأوبرالية التي أصبحت اختصاصا آخر لها”. أما عن توزيع الأدوار في المقاطع التي أداها الثلاثي، قال أمين إنه تمّ بالتفاهم مع المغنين حسب اللون الصوتي لكل واحد منهم، فهناك أصوات حادة وأخرى غليظة وهذا ما تحكم في التوزيع. وعن الأصوات الأوبرالية الجزائرية، أشار قويدر إلى أمال ابراهيم جلول التي ستكون حاضرة في حفل الاختتام، “هي من الأصوات العالمية المعروفة وستشرفنا بحضورها”، يقول أمين. وعن سؤالنا حول اختيار السمفونية الرابعة لتشايكوفسكي التي هي من أصعب أعمال الموسيقي الروسي، يجيب أمين قويدر: “يجب أن يرتفع مستوى الأوركسترا السمفونية الوطنية أكثر فأكثر، ويجب أن يكون هناك تطور وعمل جاد، لأنه بتنظيمنا مهرجانا دوليا، فإننا نستقبل العديد من الدول القادمة للمشاركة بأوركسترات ذات مستوى عال جدا، لذا فهدفنا أن يرى هؤلاء كيف أن الأوركسترا الجزائرية في تطور ملحوظ. والمستوى الذي رأيتموه الليلة ليس نتاج أسبوع أو شهر وإنما هو ثمرة سنة من العمل، فالسنة الماضية عزفنا السمفونية السادسة، واليوم الرابعة، أضف إلى ذلك قرابة 35 حفلا في السنة منها 5 حفلات للأطفال، وحفلين للطلاب في الجامعات، أوبرات، 6 مهرجانات، 12 مدينة، وهذا دليل على أن البرنامج كان على مدار السنة”. وعن التكوين يقول أمين قويدر، إن الفكرة هي أن تكون الاوركسترا الوطنية بمثابة القاطرة، التي تجر وراءها عربات التكوين أحدها، إذ لا يمكن الحديث عن مستقبل الموسيقى دون تكوين، “لدينا مكونون ونجد بيننا في الأوركسترا عازف الفلوت المنفرد الذي هو في نفس الوقت مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى، وعازف البوق المنفرد الذي هو مدير المعهد الجهوي، هناك 4 أو 5 عازفين في الأوركسترا مدراء معاهد، إذن هناك رابط وثيق بين الموسيقى والتكوين”. ويضيف أمين قويدر: “كما أنني منذ سنة أقدم دروسا بالمعهد الوطني للموسيقى بالمجان، لأنني أحب عملي، أنا أسهر على تكوين قادة كورس Chefs de choeur وقادة أوركسترا، لأنه يجب أن يكون هناك خلف للموسيقيين الموجودين حاليا”.