أكد غوتي دوقاس استاذ جامعة مونبوليي 3 أن أول جولة قام بها عميد المسرح الجزائري محيي الدين بشطارزي الى فرنسا كانت سنة ,1926 أين برز هذا الأخير وعمره لا يتجاوز 26 سنة من خلال عروض مسرحية بفضاءات هامة بفرنسا مثل الأولمبياد بالاضافة الى عدة عروض موسيقية رفقة فرقة تضم 18 فردا. وأضاف، غوتي دوقاس خلال اليوم الدراسي الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة أمس والذي حمل شعار ''محيي الدين بشطارزي مسار وخطابات'' أنه عند بلوغ بشطارزي سن الواحد والثلاثين تولى قيادة الفرقة الموسيقية مكان أساتذة إدموند يافيل وعمل على تدعيم الفرقة بجزائريين والاهتمام بالموسيقى اليدوية والحضرية والاندلسية والشعبية على حد سواء. ومن جهته، كشف الأستاذ عبد الحكيم مزياني أنه تكفل شخصيا باصدار الجزء الثاني والثالث من مذكرات محيي الدين بشطارزي، كما تأسف عن الاهمال الذي لحق بها بشكل عمدي وألح ذات المتحدث على ضرورة الحفاظ على هذه المذكرات كونا تؤسس الذاكرة الوطنية والثقافية والسياسية. كما تحدث مزياني عن دور العاصمة في الجمعية الثقافية الوطنية وتضحياتها السياسية ودور البرجوازية العاصمية في الجمعية الثقافية من خلال نادي الشرقي الذي شهد ميلاد جمعية علماء المسلمين الجزائريين. وتأسف المحاضر الاستاذ الحاج ملياني هو الآخر عن غياب ارشيف أو مكتبة خاصة تحتوي على اعمال محيي الدين بشطارزي الذي قال بشأنها أنها أهملت وضاعت، مذكرا على ضرورة التفكير في تأسيس مكتبة خاصة به لتكون مرجعا للطلبة والاساتذة والممثلين وكل المهتمين بالفن الرابع وكذا الموسيقى باعتباره كان أيضا صاحب خبرة في مجال الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية. وأضاف ملياني أن أعمال بشطارزي سواء المسرحية أو الموسيقية وصلت الى العالمية. وكان وما زال محل اهتمام النقاد في مختلف الدول العربية والغربية وخلص الى القول أن اعمال بشطارزي أعطت للمسرح الجزائري الكثير، حيث وضع للمؤسسة المسرحية الجزائرية أسسا وقواعد وأنشأ عدة فرق مسرحية وساهم في تكوين جيل مسرحي جديد. وفي ذات الصدد، ركز الاستاذ أحمد شنيقي على العلاقة التي جمعت بشطارزي بموليير، حيث أن المحاضرة أبرزت التأثير غير المباشر لموليير على المسرح الجزائري، هذا المسرح الذي لا يمكن الحديث عنه وتجاهل موليير كأول رجل مسرح جعله مفتوحا على توافد العائلات.