«الجزائر ليست في منأى عن مخططات الصراع المذهبي والطائفي لتخريب الوطن العربي» أعلن رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» عمار غول، عن مبادرة «الجدار الوطني لرفع التحديات» لمجابهة المخططات التي تستهدف الجزائر والمنطقة، وصنف التغييرات التي مست مؤسسات مدنية وعسكرية في خانة «الهامة والقوية، لا تحتاج للإثارة والتهويل»، ورغم أنه أقرّ بأن الوضع الاقتصادي «مقلق»، إلا أنه أكد أن الأمور لم تخرج عن السيطرة، منتقدا «بعض السياسويين الذين فقدوا بوصلة الحكمة، واتخذوا من ذلك سجلا تجاريا للتأجيج والتيئيس»، وفي الشق السياسي قال إن الدستور المرتقب سيكون «قويا». لم يفوت غول مناسبة اجتماع المكتب السياسي، أمس، بالمقر المركزي للتشكيلة، للتطرق إلى أهم المستجدات الوطنية والدولية، معلنا عن مبادرة تحمل تسمية «الجدار الوطني لرفع التحديات»، على أن يتم الإعلان عنها بعد الجامعة الصيفية لحزبه المبرمجة نهاية أكتوبر الداخل. وحرص على التوضيح منذ البداية، أنها لن تتعارض مع مبادرة كل من التجمع الوطني الديمقراطي، التي أعلن عنها الأمين العام بالنيابة أحمد أويحي، وكذا مبادرة عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، ومبادرة المعارضة، في إشارة إلى تلك المقدمة من قبل جبهة القوى الاشتراكية». كما أنها بحسبه ليست ضد أحزاب أو ضد معارضة أو ضد أي طرف، لأن الأمر يتعلق بوحدة الجزائر وأمنها لمجابهة التهديدات الخارجية. غول الذي نبّه إلى أن ما يحدث في بوركينافاسو ليس قضية داخلية، وإنما الهدف منها زعزعة منطقة الساحل والمنطقة ككل التي تعد الجزائر جزءا منها، محذرا من التربص المحدق بها بقوله: «الجزائر ليست في منأى عن مخططات الصراع المذهبي والطائفي لتخريب الوطن العربي والإسلامي»، وأشار إلى أن مبادرته التي تعكف لجنة وطنية على إنضاجها تقوم على 4 محاور جوهرية، يتقدمها محور الأمن القومي ورفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات الداخلية والإقليمية والدولية». ولدى تطرقه إلى مسألة تعديل الدستور، قال غول «بالمناسبة، فإننا ننتظر الجديد وكلامنا حوله ثابت ولن يتغير، نحن متفائلون جدا ولنا الثقة التامة أن رئيس الجمهورية سيقدم دستورا قويا، يأخذ بعين الاعتبار تحديات المرحلة.. ذا طابع استشرافي، ينخرط في مسار المستقبل، سيعزز الفصل بين السلطات وتدقيق مهام وصلاحيات كل السلطات والمؤسسات المدنية والعسكرية، يكرس مكانة مرموقة للمجتمع المدني ويوسع الحريات ويدعم حقوق الإنسان، ودور الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية ويحفظ مكانة الجالية الجزائرية في المهجر، ويكرس التوجه إلى اقتصاد متنوع». وفي ندوة صحفية نشطها في أعقاب الكلمة الافتتاحية، وصف في معرض ردّه على سؤال حول التغييرات التي مست المؤسسة العسكرية مؤخرا، ب «الهامة والقوية جدا ولها وزن كبير»، ورغم أهميتها وقوة المؤسسات والأشخاص المعنية بها أضاف يقول إلا أنها «تندرج في المسار العادي والطبيعي لبناء مؤسسة قوية وأكثر نجاعة وفاعلية وعصرنة، تستشرف المستقبل وتريد تجاوز المراحل السابقة»، وخلص إلى القول «الملف لا يجب أن يأخذ المزيد من الإثارة والتهويل لأنه لا يستحق ذلك، وفتح نقاش وصراع وتناقض وتناحر، لأننا في حاجة إلى كلام مسؤول وحكمة بعيدا عن المصالح الحزبية»، منبها إلى أن «كل ما يتم في الجزائر يكون من خلال التفاهم والتوافق والتعاون والتفهم لضرورة التغييرات»، وذكر بخصوص الفريق مدين بأنه «مجاهد ومسؤول كبير كان يدير مسؤولية كبيرة على رأس جهاز الاستخبارات وأدى واجبه». وفي الشق الاقتصادي، فإن الأمر لا يستدعي التيئيس وإن كان الوضع مقلقا وذلك نظرا للتحكم في الوضع عموما، واكتفى غول بتقديم نفس الإجابة ردا على المطالب التي رفعت وتناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي للاقتطاع من أجور كبار المسؤولين والوزراء في سياق التقشف. وعن الزيادات المرتقبة في قانون المالية للعام 2016، اعتبرها «طبيعية ووقائية». وردا على سؤال حول الوضع في ولاية غرداية، ذكر بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة الجزائرية لاحتواء الوضع، مؤكدا أنه «أريد من تفجير غرداية تفجير الجزائر، إلا أن حنكة الرئيس بوتفليقة والانضباط ومهنية الجيش الوطني الشعبي» أحبط كيد المتربصين.