نتيجة الذهاب تعطي للاتحاد أسبقية معنوية كبيرة يسعى فريق اتحاد العاصمة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي والتأهّل لأول مرة إلى نهائي رابطة الأبطال الافريقية بمناسبة لقاء العودة من الدور نصف النهائي المقرر مساء اليوم (س 21.30) بملعب عمر حمادي ببولوغين أمام الهلال السوداني .. علما بأن حظوظ ممثلنا كبيرة للوصول إلى الهدف بعدما تمكّن من الفوز على نظيره السوداني بالخرطوم بنتيجة 1 – 2 .. وبالتالي كل الأمور تسير في الاتجاه الايجابي بالنسبة لزملاء ربيع مفتاح الذين يوجدون على بعد 90 دقيقة من النهائي لهذه المنافسة الأولى على الصعيد القاري بالنسبة للأندية. إبقاء التشكيلة في تركيز كبير ... وقام فريق الاتحاد بتحضيرات مكثفة التي استمرت طوال الأيام التي سبقت هذا الموعد من خلال التربص الذي أجراء بعين البنيان والتدرب كل يوم بملعب بولوغين، أين ركز المدرب حمدي على الجانبين النفسي والتكتيكي، خاصة وأنه يعتبر أن الحالة البسيكولوجية لها وزن كبير في هذه المواجهة، وبقي في نفس الرواق منذ نهاية المباراة الأولى بأم درمان، أين قال: “إنه شيء مهم، إننا فزنا في اللقاء، لكن الوصول إلى النهائي يحتاج الفوز بالمباراتين” .. وجدّد نفس الكلام قبل لقاء اليوم قائلا: “علينا نسيان نتيجة لقاء الذهاب والتركيز على نتيجة اليوم للفوز بالمباراة وبلوغ النهائي” .. وبالتالي يعرف مدرب الاتحاد بشكل واع معنى الكلمات التي لابد أن يسمعها اللاعب في هذه المرحلة للبقاء مركزا على الموضوع إلى غاية صافرة الحكم وعدم التسرّع في أخذ الأمور ببساطة. ويأتي ذلك لأن فريق الهلال السوداني قدم إلى الجزائر من أجل اللعب على كل حظوظه التي ضيّع نسبة كبيرة منها في الخرطوم، وليس لديه ما يخسره في مباراة اليوم، وسيعتمد خطة مخالفة لمحاولة الضغط على الاتحاد واستغلال أية هفوة .. وكلنا يتذكّر الصعوبة التي وجدها زملاء زماموش في مقابلتهم في دور المجموعات أمام نادي الخرطوم السوداني الذي كان منظّما ومحضّرا بشكل جدي من الناحية البدنية .. فالتجربة التي اكتسبها الطاقم الفني للاتحاد تجعله يدرس كل هذه الأمور بشكل دقيق لكبح طموح المنافس ولعل الأمر الذي أعطى قوة لاتحاد العاصمة هو اعتماده على المدرب حمدي الذي استطاع بذكائه تسيير الأمور الفنية والنفسية للتشكيلة بشكل موفّق .. فبالرغم من وجود العديد من “النجوم” إلا أنه أعطى الفرصة لمعظم اللاعبين الموجودين في الفريق، الأمر الذي جعل الثقة هي السمة الرئيسية في الفريق الذي قدم سلسلة من النتائج الايجابية في دور المجموعات، وهو الأمر الذي ارتسم على الفريق في أصعب الحالات، أين لم يتأثر الفريق من قضية اللاعب بلايلي، وسارت التشكيلة في تركيز كبير للعودة بنتيجة كبيرة من السودان. «ديكور” مميّز في بولوغين في هذه الحالة المعنوية الجيّدة يدخل أشبال حمدي أرضية ميدان ملعب بولوغين لحجز مكانهم في النهائي المنتظر، خاصة وأن الديكور مساء اليوم سيكون “فريدا” بالنظر إلى حجم الموعد وإبداع أنصار أصحاب الزي الأحمر والأسود. ويبدو من خلال معطيات التدريبات التي خاضها الاتحاد، فإن الطاقم الفني سيعتمد تقريبا على نفس التشكيلة التي لعبت لقاء الذهاب، خاصة وسط الميدان والهجوم .. أين يلعب كل من كودري والعرفي في وسط الميدان الدفاعي الذي سيكون له دور كبير بالرغم من نتيجة الذهاب التي كانت لصالحه .. في حين أن الهجوم سيعرف تجديد الثقة في اللاعب بايتاش مسجل الهدف الثاني بأم درمان، الذي سيكون رفقة عودية الذي يسعى لتقديم خبرته للفريق، ويبقى الدفاع نقطة قوة الاتحاد الذي يعتمد على خوالد، شافعي، بدبودة، مفتاح والحارس البارع زماموش .. أي أن الخبرة ستكون عنوان هذا الخماسي الذي سيدفع بالفريق إلى الأمام لبلوغ النهائي المنتظر منذ سنوات عديدة بالنسبة للفريق العاصمي ..أين يتذكر الجميع أن في نهاية التسعينات كاد زملاء محي الدين مفتاح الوصول إلى النهائي مرتين ولكنهم أخفقوا في كل مرة بالرغم من ثراء التشكيلة أنذاك .. وهذه المرة سيكون جيل آخر على موعد مع التاريخ لكسب مكان في النهائي الذي ينتظره آلاف أنصار أبناء سوسطارة، خاصة وأن حديث مسؤولي النادي العاصمي وعوا هدف الفوز بكأس رابطة الأبطال الافريقية في مقدمة الأهداف المسطرة هذا الموسم، بالسير على خطى الوفاق سطايفي الذي أعطى ثقة للأندية الجزائرية الأخرى التي بإمكانها الولوج إلى أقصى نقطة في هذه المنافسة عندما توج باللقب الموسم الماضي.