احتضن مقر ‘'مديرية الثقافة'' بوهران، تزامنا والذكرى 54 لمظاهرات 17 أكتوبر جلسة بيع بالتوقيع للكتابين، “خيرة بنت بن داود” و«أصحاب البارود” للمؤلف بن عبورة محمد، كما أقيم على هامش الاحتفالية الثقافية معرض لإصدارات بن عبورة الستة، منها الكتابان الجديدان. وسيمكن الإصدار الأول من التعرف على “خيرة بنت بن داود”، هذه العظيمة التي لم تأخذ حقها في التعريف والتكريم، لا في وطنها الأصغر ولا في وطنها الأكبر، وقد أشار “بن عبورة” صراحة إلى ذلك في كلمة ألقاها بالمناسبة، سلط الضوء خلالها على مناقب المجاهدة والصعوبة التي وجدها في البحث عن مسيرتها والتي ظلت حسبه في الظل، مؤكدا أن عائلتها زودته فقط بالصور، بالرغم من أنها تعد واحدة من أكبر المناضلات الجزائريات في الثورة الجزائرية، ضد الاستعمار الفرنسي، يضيف نفس المتحدث. وقال بن عبورة، أن خيرة بنت بن داود لا تزال عند العائلات الوهرانية القديمة، امرأة بقامة هذا الوطن، ناضلت في الخفاء ومدت العون للحركة الثورية الجزائرية بمنطقة الغرب الجزائري، إلى أن تفطن لها الجيش الفرنسي، فطلب منها أن تختار منفاها، فاختارت العاصمة وبقيت بها سنوات إلى أن أقعدها المرض وتوسطت لها بعض الأطراف لتعود إلى مسقط رأسها بوهران، التي توفيت بها في شهر ديسمبر 1961 ودفنت في مقبرة سيدي الحسني. وقد عرف عنها الثراء ومساعدة المحتاجين، حيث وظفت أموالها في خدمة قضية بلدها وقامت خلال أحداث الثامن ماي 1954 بالتعاون مع جمعية العلماء المسلمين بجلب 45 طفلا من اليتامى أبناء شهداء تلك المجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي آنذاك في حق سكان منطقة بن عزيز التي تبعد عن ولاية سطيف ب 44 كلم، وبعد موافقة حاكم وهران الفرنسي آنذاك الكولونال بيتي، قامت بتوزيعهم على عائلات بوهران لتربيتهم ودعمتهم ماديا ومعنويا حسب ما أكده رئيس جمعية قدامى المقاومين، سبية عمار المدعو مصطفى، خلال النقاش الذي أجري على هامش حفل البيع بالتوقيع، معتبرا أن هذا الإصدار، سيمكن القراء من التعرف على مناقب هذه العظيمة. أما الإصدار الثاني الموسوم ب«أصحاب البارود” التي كانت مشهورة خلال الفترة الاستعمارية، كشف من خلاله مؤلفه عن السيرة الذاتية لفرقة أصحاب البارود التي كانت تنشط بمدينة وهران، وتغنى بها الكثير من شعراء الملحون بالجهة الغربية من الوطن، على غرار أغنية «أصحاب البارود الكارابيلا» لعميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري.