احتضن رواق مديرية دار الثقافة بوهران أمس عرسا ثقافيا وتاريخيا مع الكاتب و المجاهد محمد بن عبورة الذي قررا تقديم إصدارين جديدين له يوم عيد يوم الهجرة و الذي صدرا عن دار القدس العربي بوهران ركز فيهما عن فترات تاريخية هامة من أحداث الثورة الجزائريةبوهران فالأول بعنوان " من يتذكر خيرة لاروج ؟" و الذي جاء في 80 صفحة و في طبعة جميلة كتكريم لإحدى المجاهدات الخالدات في تاريخ الجزائر و اللواتي ساهمنا في إيواء 45 يتيما أتت بهم من سطيف و خراطة و قالمة بعد مجازر 8 ماي 1945 م . والإصدار الثاني بعنوان "أصحاب البارود و الكاربيلا" حيث قدم ملخصا عن كتابيه الاثنين و تفاصيل جد هامة خاصة عن خيرة بن داود المعروفة باسم "خيرة لاروج"إحدى الحرائر البواسل اللواتي تركن بصماتهن في مسار الثورة التحريرية فهي من مواليد سنة 1911م بشارع "سان جريجوار"حاليا (17 شارع سمار لخضر) بالباهية تنحدر من عائلة بلقايد،وكانت تمتاز بذكاء خارق ومستوى تعليمي جلب لها الاحترام من قبل المشرفين على المؤسسة التربوية التي تتلمذت فيها، كما أنها تعرفت في العشرينيات من القرن الماضي على عائلة القايدة حليمة، وقامت معها بإنشاء مركز صحي يحمل اسم" سبيطار بن داود" المتواجد في شارع كراشاي غالي بالمدينة الجديدة وهران. كما أكد أن وجود و نجاة 50 طفلا من الموت و التشرد و الجوع كان الفضل فيه جمعية علماء المسلمين الى جانب هذه المرأة التي عرفت بشجاعتها و استطاع بحنكتها ان يعيش هؤلاء الاطفال في كفالة عدة اسر جزائرية و لازال البعض منهم يعيش في وهران من بينهم صابيا امار ذو اربع سنوات و تكفلت به عائلة بوكروشة و حاليا هو حلاق يعمل بالمدينة الجديدة اضافة الى لويزة رحالي ذو 8 سنوات و تكفلت بها عائلة قدور ،و بلعيد محمد ذو 13 سنة و تكفلت به عائلة هواري قداري كما تكفلت عائلة بن عبورة بالطفلة ذو 8 سنوات و هي بلمرابح زكية المعروفة باسم مينا و هي اصبحت واحدة من عائلته . ليؤكد على هذه الوطنية الثائرة خيرة بن داود التي كانت في اتصال دائم بالأحزاب الاشتراكية والشيوعية آنذاك، وكانت ترى دائما أن الجزائر يجب أن تستقل وتتحرر من نير الاستدمار الفرنسي، بل وأنها كانت دائمة النشاط في مختلف المناسبات الدينية من خلال توزيع المواد الغذائية، الألبسة للفقراء...إلخ. كما تحدث عن كتابه الثاني "أصحاب البارود و الكاربيلا "و الذي يتحدث عن الأوفياء للبارود الأسود و الذي يتحدث عن إرث الأمير عبد القادر و عن نشأة هؤلاء في سنة 1930م و الذي كان أغلب أعضاءه تابعين لحزب نجم شمال إفريقيا لمصالي الحاج و الذين قرروا النضال بطريقتهم من خلال خلق جمعية ثقافية " باندا نجمة " حيث يأخذ قراءه لاكتشاف تقاليد العربية الإسلامية في مدينة وهران في تلك المرحلة من التاريخ الجزائري .كما ركز عن دور الموجة الثقافية التي كان يتزعمها الكثير من الفنانين الذين ساهم بعد ذلك في شعلى الثورة الجزائرية و من بينهم أحمد وهبي الذي كان يتدرب في المدينة الجديدة و في الطابق العلوي تتدرب الممرضات على ايدي دكاترة جزائريين ساهموا بعد ذلك في تطبيب المجاهدين الذين حملوا السلاح لتحرير الجزائر . وختم المجاهد سي بن عبورة تصريحه وشهادته عن تلك المرحلة بوجوب أن يتعظ الشباب والأجيال الصاعدة بتضحيات الآباء والأجداد وأن الإستقلال أفتك بعد دفع ضريبة غالية وفادحة لأجل عزة الوطن.