حمل مشعل الأغنية الوهرانية كلمة ولحنا و اداءا عبر مسيرة فنية تزيد عن العشرين عاما. مكنه تواضعه و تقديره لشيوخه من الارتقاء فنيا و إنسانيا إلى مصاف عمالقة الفن الجزائري لينصب شيخا على احد أصعب الطبوع الجزائرية . اخترقنا جدار ابتعاد الهواري بن شنات عن الأضواء خلال هذه الأيام القليلة التي تسبق صدور ألبومه الجديد من خلال اتصال هاتفي أوضح لنا من خلاله وجهة نظره حول عدد من المسائل الفنية التي أصبحت تشغل ذهن الجمهور الجزائري نقترح عليكم متابعتها معنا ضمن اهذا الحوار بداية أود الاستفسار عن سر تأخر صدور ألبومك الجديد الذي كان من المفروض صدوره الصيف الفارط ؟ - الألبوم سينزل إلى السوق بداية العام المقبل 2009 و هو عبارة عن كوكتال غنائي منوع بين العاطفي و الاجتماعي و التراث .. أي انه سيكون في نفس الطابع الذي اعتاده محبو هواري بن شنات خاصة و أنني اعتبر الأغنية الوهرانية لسان حال مجتمعها. الألبوم يتناول بصفة خاصة ظاهرة الحرقة بصورة بغية تغيير وجهة أحلام الشباب الجزائري من قوارب الهجرة السرية إلى أمور تخلو من الخطورة و المغامرة . حقيقة الألبوم كان من المفروض أن ينزل خلال الصيف الفارط إلا أن ارتباطي بعدد من الحفلات داخل و خارج الوطن عطل صدور الألبوم. يقال أن الأغنية الوهرانية أصبحت مختصرة في صوت بن شنات و أن الباهية لم تعد تغني وهراني؟ - ربما يكون هذا صحيحا فقد هاجرت اغلب الأصوات الوهرانية إلى الخارج مثل الشاب خالد و نصرو و مامي و الشاب الصحراوي و فضيلة .. ومنهم من اعتزل الغناء و لكن هذا لا يعني إنكار وجود أسماء جديدة استطاعت أن تسجل حضورها في الساحة الفنية وهي أصوات أجد انه يمكن أن نعول عليها في الحفاظ على الطابع الوهراني الذي يمثل موروث موسيقيا أصيلا و رمزا من رموز منطقة الغرب الجزائري . على ذكر اعتزال بعض الفنانين ماذا يمكنك أن تخبرنا عن اعتزال عميد الأغنية الوهرانية '' الشيخ بلاوي الهواري''؟ - أريد في هذا الصدد أن أصحح معلومة خاطئة تداولتها وسائل الإعلام الجزائرية و المتعلقة باعتزال بلاوي الهواري ، فبلاوي اعتزل الغناء لكنه لم يعتزل الفن حيث مازال إلى يومنا هذا و هو صاحب ال / 83/ عاما يكتب القصائد و يؤلف الألحان و أنا شخصيا من الفنانين الذين مازلت أتعامل معه فنيا إلى يومنا هذا. هل تعتبر نفسك اليوم عميد الأغنية الوهرانية التي حمل مشعلها قبلك '' احمد وهبي و بلاوي الهواري؟ - صراحة أتشرف بحملة شعلة الأغنية الوهرانية في الجزائر بعد هؤلاء العمالقة إلا أنني اعتبر أن صوت احمد وهبي الذي توفي منذ أزيد من 15 سنة مازال يعشش في آذان و أذهان الجمهور الجزائري و نفس الشيء بالنسبة لاغاني الأستاذ بلاوي الهواري أطال الله عمره حيث مازالت أغانيهما تصنع الحدث عبر مختلف المحافل الوطنية و الدولية . تكتب و تلحن و تؤدي الأغاني، كيف تصف هذه التجربة التي أصبح يستسهلها الكثيرون؟ - تأثرت بصفة كبيرة من احتكاكي الدائم بكتاب الكلمات و الملحنين و هو ما انعكس على قدراتي الإبداعية لأتحول إلى الكتابة و التلحين حيث أنني أصبحت اعتمد على نفسي بالنسبة الأكبر في إنتاج ألبوماتي الغنائية و هذا لا يعني أنني ادعي الاحترافية ففي اغلب الأحيان أجد نفسي بحاجة إلى الاستعانة بخبرة زملائي من الشعراء أو الملحنين و هذا لا اعتبره أبدا إنقاصا من قيمتي كفنان. وهنا أريد الإشارة إلى أغنية جنيريك مسلسل ''البذرة'' التي لقيت نجاحا كبيرا كنت أنا شخصيا مؤلفها. من جهة أخرى أريد الإشارة إلى أن اعتمادي على نفسي في الكتابة و التلحين كان لهما الأثر المباشر على قلة إنتاجي الفني فانا من الفنانين الجزائريين المعروفين بندرة الإنتاج لان البحث عن الكلمات و قبلها المواضيع يحتاج بالنسبة لي الكثير من الوقت زيادة على حرصي الشديد على النوعية التي اعتبرها أساس بقاء الأغنية و حمايتها من طابع المناسبةاو الموسمية الذي أصبح يطبع أكثر الأغاني الشبابية. بمناسبة حديثك عن الأغاني الموسمية التي غزت سوق الأغنية ما تقيمكم لراهن الأغنية الجزائرية ؟ - صراحة الأغنية الجزائرية ليست بخير فقد أصبح كل من هب و دب يدخل الوسط و يصف نفسه بالفنان أو الملحن أو الشاعر .و في المقابل أصبح المنتج لا يهتم بجودة الأغاني و نظافتها بقدر اهتمامه بالمردود المادي للشريط و لو على حساب الذوق مبررين هذه السلوكيات غير الاحترافية بان الجمهور يطلب هذا و هو الأمر الذي أدى إلى انحراف مستوى الذائقة الفنية لدى الجمهور الجزائري عموما . هل ترى أن البرامج الفنية التي هي على شاكلة حصة الحان و شباب من شانها إعادة الاعتبار إلى الأغنية الجزائرية؟ - طبعا فحصة الحان و شباب تساهم بقسط كبير في اكتشاف أصوات جديدة إضافة إلى توجيهها أحسن توجيه فحصة الحان و شباب التي تم بعثها العام الفارط و هذه السنة بحلة جديدة أثبتت ذلك من خلال تقديمها لعدد من الأصوات الشابة المتميزة جدا و التي لمعت في مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية و العالمية. ماذا لو عرض عليك تقديم دروس لطلبة لمدرسة على غرار الفنانين الذين شاركوا ضمن حلقات المدرسة؟ - بما أن البرنامج هادف و موجه لخدمة الأغنية الجزائرية فلا أجد مانعا من المشاركة في نقل ما احمله من خبرة و لو متواضعة إلى جيل الشباب الذي هو في حاجة ماسة إلى الاستفادة خبرة من سبقوه في الميدان الفني و التشرب من كل روافد الموسيقى الجزائرية العاصمية و الوهرانية و الشاوية و القبائلية...