رفع الستار سهرة أول أمس، بمسرح قسنطينة الجهوي على فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته التاسعة وسط حضور مميز لعشاق هذا النوع الموسيقي المتأصل في ثقافة مدينة الصخر العتيق. وتم في إفتتاح هذه الطبعة التي أطلق عليها “دورة العلامة أحمد التيفاشي”، وحملت شعار “المالوف ميراث الأجيال”، تكريم كل من الفنانين عميدي المالوف “محمد الطاهر فرقاني” و«قدور درسوني” اللذين قدما لأكثر من ستة عقود تجربة رائدة في الأداء، والدراسة الموسيقية، حيث ساهما بذلك في المحافظة على هذا الموروث الثقافي اللامادي من الاندثار والزوال. وقد تميزت السهرة الأولى بتقديم كل من “سليم فرقاني” والفنانة “ريم حقيقي” لوصلات غنائية أطربت الجمهور الذي حضر بقوة ليتواصل مع فنه الأصيل “المالوف”، كما إفتتحت عربيا هذا الحفل سيدة المقام العربي الفنانة العراقية “فريدة محمد علي”، بمقام “الاورفا” الذي ضمنته ذكر بعض المدن الجزائرية كقسنطينة وعنابة، كما غنت للمطرب الجزائري “رابح درياسة” أغنية “نجمة قطبية” بموسيقى جديدة، وأيضا أغنية “قسنطينة هي غرامي”، إضافة إلى أدائها مقامات أخرى مثل “الدشت” و«الهمايون”. ويشهد المهرجان سهرة اليوم الثلاثاء، مشاركة أجنبية للمجموعة اليونانية “إيجينيوس فولغاريس” وفرقة البلجيكية “صوت بلجيكا”، تختتم بعدها السهرة جمعية “مقام” القسنطينية، وهي الجمعية الفائزة بالمرتبة الثانية في المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية المالوف. وللتذكير، فإن قصر الثقافة “محمد العيد آل خليفة” سيحتضن في 31 من أكتوبر الجاري، وهو أخر يوم لهذه الفعاليات، ثلاث محاضرات، الأولى حول “النوبة في الموسيقى الأندلسية” كناس”الحاك التطواني الأندلسي” يقدمها الدكتور “عبد الله حمادي” من جامعة قسنطينة، والثانية: “من قضايا الموسيقى المغاربية الأندلسية مقاربة تاريخية وصفية مقارنة لرصيد النوبات” للدكتور”محمد قطاط” من تونس، والأخيرة حول “نوبة غرناطة، أصولها وتطبيقاتها” للسيد مولود بن سعيد من قسنطينة. كما تقام أيضا على هامش المهرجان ببهو مسرح قسنطينة الجهوي معارض حول “الآلات الموسيقية التقليدية المستعملة في المالوف”، “صور مشايخ المالوف بقسنطينة”، ومعرض”سفينة” المالوف القسنطيني.