تواجه معظم بلديات ولايتي عين الدفلى والشلف نقصا كبيرا في الموارد البشرية المتعلقة بالتأطير المتخصص لرسم معالم التنمية المحلية والتسيير التقني والإشراف والبرمجة لمختلف العمليات وتنفيذها وفق الأطر التقنية وسير أشغالها ومتابعتها، حسب ما علمناه من منتخبين محليين، في وقت تتطلع هذه البلديات بحكم ترسانة القوانين الخاصة بها إلى الإستقلالية في التسيير ضمن ميزانية توفرها من المداخيل والجباية. حدّة هذه المعضلة تتسع متاعبها بالبلديات النائية بالمقارنة مع نظيراتها بالمناطق الحضرية التي أصبحت أكثر حظا في استقطاب التأطير المتخصص ضمن آليات التسيير للموارد البشرية التي يتباين حضورها ووجودها من منطقة إلى أخرى حسب التوزيع الجغرافي والمناصب المالية المفتوحة لهذا الغرض، حسب تصريحات رؤساء البلديات الذين أكدوا لنا هذه النقائص المؤثرة على وتيرة التنمية وتوجيهها ضمن إطار عصرنة التسيير وتفعيله بالطرق التقنية الحديثة يقول محدثونا من بلديات بوراشد وتاشتة وزدين والروينة وعين الدفلى وعين البنيان. وبشأن هذه المعوقات التي تختلف حدتها من منطقة إلى أخرى أشار رئيسا بلديتي بوراشد وعين البنيان أن المنطقتين مفتوحتين على أفاق تنموية واعدة خاصة مع الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية القاضية بتحديث وسائل استخراج البطاقة الرمادية ورخصة السياقة ووثائق أخرى بمقر بلدياتهم ضمن مرامي وأهداف تسهيل هذه العمليات وتقريبها من المواطن بأحسن الطرق ومدة زمنية قصيرة جدا حسب نور الدين سلمان ونورالدين بن تسدة الذي أكدا لنا، أن رقمنة هذه العمليات بالوسائل الحديثة من شأنها ضبط رزنامة الأعمال التي تخص البلديات ضمن التسيير الحديث الذي نتطلع إليه يشير محدثونا اللذان اعتبرها موقعا بلديتيهما مؤهل للتطور وتحسين الوجه التنموي الذي نتطلع إليه رفقة السكان. فوجودنا بالمحاذاة مع الطريق السيار شرق غرب وامتلاك عقار مؤهل لإحداث استثمارات واعدة يجعلنا نحتاج إلى موارد بشرية مؤهلة لأن الموجود منها لا يلبي الإحتياجات المطروحة. فرسم معالم التخطيط والتفكير الناجع لايأتي إلا من هذه الكوادر رغم ما نبذله من مجهودات لتدارك الوضع. التأطير في الري والأشغال العمومية واجهة مفتوحة بتاشتة والروينة بحكم موقع التاشتة الجبلي والريفي ومحيط الروينة الفلاحي مع امتلاكها سد أولاد ملوك، تتجلى حاجة هاتين البلديتين إلى موارد بشرية متخصصة في ميدان الطرقات كون أن الأولى تعاني من معضلة شقّ الطرقات بالكيفية التقنية العالية التي تسمح لمشاريع الطرقات بمقاومة الإنزلاقات ونوعية التربة الطينية التي طالما ظلّت من المتاعب اليومية، خاصة بطريق أولاد باسة الرابط بين أكثر من 7 مداشر تابعة لإقليم بلدية تاشتة ومناطق ولاية الشلف من الناحية الغربية المعروفة بنشاط الفلاحي الخاص بالزراعة البلاستيكية، لكن معضلة تدهور هذا المسلك الذي يهدّد المنطقة بالعزلة بحاجة إلى تأطير مستمر لدراسة الناحية الجيولوجية واقتراح المشاريع الملائمة ومتابعتها حتى تنجز وفق الطرق التقنية المضادة لهذه الظواهر الطبيعية يقول لخضر مكاوي رئيس بلدية تاشتة ومن جانب آخر فإن افتقاد الروينة للتأطير في قطاع الري الذي يبعث دواليب التنمية الفلاحية بعد دخول مشروع سد أولاد ملوك حيز الإستغلال، لازال بعيد المنال بالنظر إلى إمكانيات المنطقة في هذا القطاع يقول موسى بن سعيد رئيس بلدية روينة الذي جعل مصالحه تستنجد بتقني مصالح الدائرة لرسكلة عمالها للتكفل بعملية الإشراف على تسيير التجهيزات الجديدة الخاصة باستخراج البطاقة الرمادية ورخصة السياقة بمصالحه. ومن جانب آخر فإن تفعيل قطاع البيطرة من شأنه رفع قطاع الإستثمار في تربية رؤوس الماشية والأبقار إلى الأفاق المرجوة لتنشيط هذا الميدان الذين تشاركها فيه بلدية زدين الريفية ذات الطابع الفلاحي المتميز. نواجه المشاريع العمرانية التي تم إنجازها والجاري تنفيذها لم تصاحبه عمليات مدروسة ومخططة لتحسين المحيط البيئي والعمراني الذي كلف ميزانية الدولة مئات الملايير، وهذا بسبب عدم إمتلاك بلديتي الشلف وعين الدفلى تأطير بشري متخصص من مهندسين وتقنيين وعمال في مجال البستنة والصيانة ومعالجة النظام البيئي الذي مازال يعاني من إختلالات عميقة. فما قيمة وجود عمارات وهياكل إدارية ومؤسسات عمومية وخاصة بدون غطاء نباتي يكمل الطابع الجمالي والهندسي لهذه الهياكل التي تبقى في كثير من المظاهر جرداء وبدون روح. وقد أرجع العارفون بشأن البيئي إلى انعدام التأطير المتخصص ضمن الموارد البشرية المهيكلة للبلديات. فغياب الساحات العمومية والمساحات الخضراء والتشجير المحتشم حتى وإن وجد فهو يتعرض إلى التلف والتدهور بسبب غياب المهندسين في النظام البيئي الذي يبقى من آخر اهتمامات المنتخبين وإدارة القطاع ببلدية الشلف وهو ما تجسّده المظاهر المؤلمة كما هوالحال بحي الزيتون المحاذي لمشروع انجاز مديرية الأشغال العمومية ودار الثقافة وطريق حي الردار وحي بن سونة والمدينة الجديدة والشارة. النقص الفادح في الموارد البشرية الخاصة بقطاع البئية والتهيئة العمرانية والإقليم رغم وجود متخرجين من الجامعات ضمن هذا التخصص دفع السلطات الولائية إلى التحرك من أجل إنشاء مناصب شغل لتدعيم إطارالموارد البشرية بالبلديات من شأنها رفع كثير من المتاعب وتحسين الوجه العمراني والبيئي بكل عاصمتي الولايتين يقول السكان الذين تحدثوا لنا بمرارة عن الواقع خاصة بالشلف استثمارات في قطاع العمران، ما يجعلها مجبرة على التكفل بهذا القطاع الحسّاس، ولن يتأى ذلك إلا من خلال تدعيم التأطير للموارد البشرية للبلديات حسب طبيعة كل بلدية وموقعها.