تكررت الأخطاء التكتيكية لمدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف، الذي يضطر في كل مرة لتعديل نهجه المتبع لتصحيح تمركز اللاعبين على أرضية الميدان، مما يفوت على المنتخب فرصة تحقيق نتائج أفضل. حافظ المنتخب الوطني على حظوظه كاملة لضمان التأهل إلى الدور الثاني المؤهل لكأس العالم 2018 بعد تعادله إيجابا بدار السلام أمام تانزانيا بهدفين لمثلهما وهو ما يضع زملاء سليماني في أفضل رواق لكسب تأشيرة التأهل. لا يجب إغفال النقائص التي سجلت، رغم النتيجة الإيجابية المحققة، حيث كان بإمكان زملاء محرز تحقيق انتصار مريح في حال لعبوا بنفس النهج التكتيكي الذي اتبعوه خلال النصف الثاني من المرحلة الثانية. وقام غوركوف في بداية المباراة بإقحام الثنائي سليماني وبلفوضيل في الهجوم ووضع محرز على الجهة اليمنى لوسط الميدان، فيما تكفل مسلوب باللعب على الجهة اليسرى وتولى تايدر وقديورة مسؤولية استرجاع الكرة. ولم يظهر المنتخب بكامل قواه خلال المرحلة الأولى، حيث أثبت هذا النهج التكتيكي فشله لعوامل عديدة، أهمها الفردية التي لعب بها بلفوضيل في الهجوم وهو ما حرم «الخضر» من تهديد مرمى المنافس في أكثر من مناسبة. وظهر الثنائي محرز ومسلوب تائهين، بسبب قيامهما بالتغطية عوض بناء الهجمات، مما جعلهما يفقدان قوتهما البدنية في الجري وراء الكرة، الأمر الذي أدى بالمنتخب لفقدان هامش المناورة، خاصة من ناحية الهجوم. واستغل لاعبو تانزانيا هذه الفرصة لاختراق دفاع المنتخب من الوسط، حيث انفرد مهاجموه لثلاث مرات بالحارس مبولحي الذي كان في يومه وقدم مردودا يؤكد أحقيته باللعب كأساسي. دخول بلقروي وبن طالب منح الإضافة يبدو أن مدرب «الخضر» تفاجأ للمردود الهزيل الذي قدمه اللاعبون، خاصة خلال بداية المرحلة الثانية، التي عرفت تسجيل المنتخب التنزاني هدفه الثاني عن طريق الخطير ساماتا الذي اخترق الدفاع من الوسط وهو ما أكد وجود ثغرة استوجب غلقها. ورغم إشراكه بن طالب مع انطلاق الشوط الثاني، إلا أن المردود الدفاعي للمنتخب لم يتحسن مما استوجب إجراء تغيير آخر بإدخال بلقروي مكان تايدر، حيث أصبح المنتخب يلعب بثلاثة مدافعين على شكل مثلث، ليتحسن مستوى المنتخب، حيث عاد التوازن لوسط الميدان والدفاع، ما أعطى قوة إضافية، خاصة من حيث استرجاع الكرة، بعد أن سيطر لاعبو «الخضر» على منطقة وسط الميدان وحدّوا من الهجمات الخطيرة للمنتخب التنزاني. وانعكس التوازن الدفاعي وفي وسط الميدان على الهجوم، حيث أضحى أكثر خطورة وهو ما سمح لسليماني بتقليص النتيجة بعد عمل مميز من طرف محرز وتكفل أيضا بتسجيل الهدف الثاني بعد انطلاقة مسلوب على الجهة اليمنى للمنتخب. الفشل مستمر في قراءة نقاط قوة وضعف المنافسين اضطر غوركوف مرة أخرى لتصحيح وضع موجود وكأنه تفاجأ بمستوى المنتخب التانزاني، حيث توحي تغييراته أنه أخطا الاختيار في المراهنة على بعض اللاعبين، ما كاد يكلف «الخضر» غاليا. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يضطر فيها غوركوف لتغيير نهجه التكتيكي، على غرار ما حدث أمام ليزوتو والمباريات السابقة، وعليه يجب على مدرب «الخضر» قراءة المنافسين جيدا ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم للانتصار عليهم. يبقى التساؤل المطروح هو، هل سيقوم غوركوف بالحفاظ على النهج التكتيكي الذي اتبعه بعد أن كان منهزما بهدفين، أم يعود لنهجه المعروف من خلال الاعتماد على مهاجمين صريحين وأربعة لاعبين في الوسط خلال مباراة العودة؟.