فقدت الساحة الثقافية أحد الشعراء المخضرمين الذي واكب الفترة الاستعمارية ابان حرب التحرير، وفترة الاستقلال، ويتعلق الأمر بمساور بولنوار، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء أمس بسور الغزلان ولاية البويرة عن عمر يناهز 83 سنة. وقد نوه عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، بخصال الفقيد ساردا إنجازاته عبر مسار فني طويل. وذكر ميهوبي في برقية تعزية إلى عائلة الفقيد أنه شاءت الأقدار أن تفقد الساحة الأدبية الجزائرية واحدا من خيرة شعرائها ومناضليها ابان حرب التحرير، مخلفا وراءه رصيدا حافلا بقصائد شعرية باللغة الفرنسية، منها «أحسن قوة»، التي كتبها وراء القضبان بسجن سركاجي سنة 1956-1957 ومجموعة «اكتب من سور الغزلان» أصدرها سنة 1998. هذا ويعتبر الشاعر مساور بولنوار الناطق باللغة الفرنسية رفيق كاتب ياسين، وجان سيناك، وقد واكب الحقبة الاستعمارية وحرب التحرير الوطني. أوقفته سلطات الاحتلال وسجنته عدة أشهر في سنتي 1956 و1957 بسجن سركاجي «بربروس سابقا» مع العديد من المناضلين. في إحدى المقالات المخصصة لمساور بولنوار، قال عن الراحل طاهر جاووت أن ديوانه «أحسن قوة» أنه قل ما يجد هذا المؤلف الشعري الذي صدر سنة 1963 نظيرا في الأدب الجزائري. إنها قصيدة طويلة من 7000 بيت بدأ نظمها سنة 1956 ولم ينتج عن سجن بولنوار في سبتمبر من نفس السنة أي قطيعة ولا تغيير في مجرى القصيدة التي ختمها سنة 1960 يقول بهذا الخصوص «هي عبارة عن نظرية تختزل عالم المآسي والمعاناة وصورة عاكسة لآلام تخبط شعب بكامله داخلها»، كما ستشيع جنازة الفقيد هذا الاثنين بمسقط رأسه.