أجمع مؤرّخون في ندوة خصّصت للذّكرى ال 55 لإعدام مناضل القضية الوطنية فرنارد إيفتون أمس السبت بالجزائر العاصمة على أن فرنسا الاستعمارية استغلّت (قضية إيفتون) لتشويه الثورة التحريرية دوليا· وذكر السيّد محمد رباح وهو أحد المهتمّين بتاريخ الثورة التحريرية بحضور أصدقاء الفقيد في الكفاح وأساتذة جامعيين وحقوقيين أن غي مولي (رئيس الحكومة الفرنسية - 1957) استغلّ (قضية إيفتون) لتشويه الثورة الجزائرية مدّعيا أن (الشيوعيين في الجزائر ومن ورائهم موسكو الاتحاد السوفياتي هم من يقف وراء الاضطرابات في الجزائر)· وقال المجاهد السابق ورفيق درب إيفتون في النّضال عبد القادر فروج المدعو جيلالي إن (إيفتون بطل حقيقي ضحّى بحياته من أجل تحرير الجزائر)· واعتبر فروج الذي حكم عليه بالإعدام سنة 1957 في قضية تفجير مصنع الغاز بالجزائر العاصمة، أن إعدام إيفتون هو (اغتيال من طرف روبيرلاكوست الحاكم العام للجزائر 1956 - 1958 وحكومة غي مولي)· ومن جهته، رجع المناضل فليكس كولوزي (ذو الأصول الأوروبية) بالذاكرة إلى الوراء، حيث لخّص نضال رفيقه إيفتون في سبيل استقلال الجزائر إلى يوم إعدامه بالمقصلة· وذكر كولوزي أن إيفتون التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني صيف عام 1956 وفي شهر نوفمبر قرّر وضع قنبلة في مصنع للغاز بالحامّة بالجزائر العاصمة أين كان عاملا ونقابيا في نفس الوقت، وأضاف أن إيفتون الذي كان يسعى إلى إحداث تخريب مادي فادح عمل على أن لا يكون هناك ضحايا لكن تمّ اكتشاف القنبلة قبل انفجارها وتمّ اعتقال إيفتون، حيث تعرّض لأبشع أشكال التعذيب قبل أن يحكم عليه بالإعدام في 24 نوفمبر 1956· وفي 11 فيفري 1957 أعدم إيفتون بالمقصلة في سجن بربروس (سركاجي) بالجزائر العاصمة بعد أن رفض وزيرالعدل آنذاك فرانسوا ميتران العفو عنه· وتمّ في ختام الندوة التي نظّمتها جمعية مشعل الشهيد تكريم المناضلين فروج وكولوزي بشعارات استحقاق عرفانا لهما بما بذلاه من تضحيات في سبيل استقلال الجزائر· ويذكر أن إيفتون المولود بالجزائر العاصمة في 12 جانفي 1926 التحق في شبابه بصفوف الحزب الشيوعي الجزائري وأصبح عضوا في جناحه العسكري (مقاتلو التحرير) قبل أن ينضمّ إلى جبهة التحرير الوطني بعد الاتّفاق الذي أبرمه عبّان رمضان مع مسؤولي الحزب الشيوعي الجزائري· وكان إيفتون العضو بالمنظّمة المدنية لجبهة التحرير الوطني المناضل الوحيد من (الأقدام السوداء) ممّن أعدموا بالمقصلة خلال حرب التحرير الجزائرية·