كشفت الأستاذة زهرة بوكعولة من فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني، عن تسجيل 5 آلاف حالة اعتداء جنسي على الأطفال في الجزائر سنويا، بحسب تقرير الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، 80 من المائة من هذه الاعتداءات تكون داخل العائلة، وهو ما شكل أكبر حاجز وتحدي لتشريح الظاهرة وتقديم حلول علاجية نظرا لحساسية الموضوع وبقائه عبارة عن طابو اجتماعي، تقول المحاضرة. دق الأساتذة الباحثون المشاركون في الملتقى الوطني، الذي احتضنته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة مولود معمري بتيزي وزو تحت عنوان: “الأبعاد التربوية والنفسية والاجتماعية لظاهرة العنف والاعتداء الجنسي على الأطفال”، ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة العنف في الوسط الاجتماعي بكل أشكاله ومنه العنف ضد المرأة والاعتداء الجنسي والجسدي وحتى المعنوي على الأطفال وسبل التصدي له وهنا كشفت الباحثة بوكعولة، أن مصالح الدرك الوطني عالجت سنة 2014 حوالي 648 قضية اعتداء متعلقة بحالات الاغتصاب، زنا المحارم والاعتداء الجنسي على الأطفال، 30 من المائة منها كانت داخل الأسر وهي ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها ومواجهتها بكل شجاعة، بإشراك جميع الهيئات الرسمية والفاعلين الاجتماعين، تؤكد المتدخلة، التي وضعت مسؤولية حماية الطفل أمام الجميع، لكنها في الأساس مسؤولية تشريعية وقانونية ردعية، مثلما قالت، مع حثها على أهمية التبليغ والإخطار بحوادث العنف من قبل الأولياء والأسرة. من جهتها دعت الدكتور بلحوسين رحوي عباسية في مداخلة بعنوان: “إشكالية العنف والاتجاهات النظرية المفسّرة له”، إلى ضرورة فهم ظاهرة العنف التي تزداد انتشارا في المجتمع وتحديد أسبابه وبيئته الحقيقية، مقدمة جملة من الدوافع التي تجعل الشاب أكثر عدوانية وعنفا، كظاهرة البطالة، الحقد الناجم عن التفاوت الاجتماعي، انتشار مسببات الإجرام كالمخدرات، القهر الاجتماعي داخل الأسرة والمدرسة، إضافة إلى نقص الضوابط الاجتماعية وتفشي ظاهرة الإرهاب في المجتمعات العصرية الناجم، وفق الباحثة، عن الفهم والتفسير الخاطئ للدين الذي ولّد العنف والجنوح إلى الأعمال الإرهابية. كما حذرت من استقالة النواة الأساسية للتربية كالأسرة والمدرسة وباقي الهيئات الاجتماعية الأخرى. يذكر، أن الملتقى الوطني حول الأبعاد التربوية والنفسية الاجتماعية لظاهرة العنف يهدف، بحسب رئيسة الملتقى، الأستاذة بوجملين حياة، إلى الإجابة على بعض الأسئلة المطروحة حاليا لمعالجة أسباب العنف، منها محاولة معرفة دور المؤسسات التربوية في حماية الأطفال من مختلف أشكال العنف، كيفية تعليم الأطفال طريقة التعبير عن العنف المتعرض له خاصة من الأقارب، درجة تفاقم ظاهرة العنف على الأطفال في الجزائر ومدى إدراج بعض أساليب التربية في مجتمعنا ضمن أنواع العنف الممارس على الأطفال، في حين صنّفت أسباب اختيار الموضوع لارتفاع نسبة العنف والإجرام في الجزائر والخروج عن المسكوت عنه في المجتمع والتحسيس بمخاطر العنف على الطفل الذي يمكن أن يتبنّى هو نفسه الظاهرة مستقبلا إذا لم يعالج والتكفل به نفسيا واجتماعيا، على حد قولها.