كشف رئيس سلطة الضبط السمعي البصري ميلود شرفي، عن إجراءات لتنظيم وضبط عمل قطاع السمعي البصري، معلنا عن توجيه إنذارات رسمية إلى قنوات خاصة، وأفاد في هذا الشأن بأن هناك نصوص قوانين تطبيقية ستصدر قريبا، لتأطير ومرافقة حقل الإعلام المرئي والمسموع، الذي عرف تنامي كبير، مع تسجيل بعض التجاوزات في الآونة الأخيرة أدت إلى غلق إحدى القنوات. أكد شرفي أول أمس في اليوم الدراسي حول واقع حقوق الإنسان من خلال المشهد الإعلامي السمعي البصري في الجزائر، المنظم من قبل اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، أنه من الضروري وضع حد للفوضى التي تشوب تسيير القنوات التلفزيونية الخاصة، لافتا إلى أنه هناك تنسيق حاليا بين سلطة الضبط التي يرأسها وزارة الاتصال في إعداد النصوص التطبيقية من أجل ذلك، في إشارة إلى البرامج التي تبثها والتي لا تتماشى ومبادئ وأعراف المجتمع الجزائري. وذكر في سياق ذي صلة أنه تم توجيه أربعة (4) إنذارات رسمية لقنوات خاصة، مشيرا إلى أن الهيئة التي يرأسها “ليس لها دور المراقب بل ترافق هذه القنوات فقط بغرض تعزيز وحماية حقوق الإنسان”، وإلى دورها المحوري في تطوير منظومة حقوق الإنسان في الجزائر، غير أنه نبه إلى ما أسماه اللبس، الذي يحدث كثيرا في عدم إدراك هذه الحقوق و«عدم التفريق بين الحق والواجب في المهنة”، مشيرا إلى ضرورة الحرص على الاهتمام بشكل أوسع بالتعرض لمجال الحقوق والحريات وذلك بالتعرض لها من خلال التغطيات الميدانية بالتفصيل والتعريف بالأخطار التي تهددها. ونبه في معرض حديثه الصحافيين إلى ضرورة “التفريق بين الحق والواجب في المهنة، وكذا عدم تجاهل المصلحة العامة والأمن الوطني للبلاد، تحت ذريعة حق المواطن في المعرفة وتنوير الرأي العام، أو عن طريق التحيز والحكم على الأشياء بالصورة النمطية”، كما دعا إلى تصحيح بعض المفاهيم “الخاطئة” حول حقوق الإنسان، وبالمقابل شدد على الحفاظ على المكتسبات وصيانتها وزرع الطمأنينة في أوساط المواطنين. دعدوعة: “القوة الناعمة تصنع القوة الصلبة التي تعد أداة تدمير” ومن جهته، دعا العياشي دعدوعة قيادي في الحزب العتيد وناشط في مجال حقوق الإنسان، سلطة الضبط في يومياتها إلى العمل لأن يكون مهنيا بحق على تحرير النفسي الداخلي ليتسنى للصحافيين العاملين في قطاع السمعي البصري لأن يكونوا مهنيين بحق في هذا القطاع “الثقيل”، كما دعا الإعلاميين إلى مراعاة “في مدونتهم الأخلاقية لفائدة البلاد والمصلحة العليا للوطن، مشيرا إلى أنه “بالقوة الناعمة تصنع القوة الصلبة، التي تعد أداة حروب وتدمير، والذي يتعارض مع أمن الشعوب التي تأتي في مقدمة حقوق الإنسان”. وأبرز في هذا الصدد يقول أن الطرق المثلى التي تحترم حقوق الإنسان، من شأنها أن ترفع من مكانة الصحفي الذي استهوته الحضارة أو سيطرت عليه أسس التقليد، مشيرا إلى المكانة الهامة التي أعطيت للصحفي في الإصلاحات التي تمخضت عنها نصوص قانونية. ويذكر أن اللقاء تخلله نقاش مستفيض تطرق لجوانب عديدة من حرية الصحافة كحق وواجب التحلي بأخلاقيات المهنة، بعيدا عن التهويل والتغليط من خلال بث معلومات تؤثر على الرأي العام بصفة سلبية.