توزيع 1500 نسخة من كتاب الرحيق المختوم لمواجهة أفكار التطرف انطلق أسبوع السيرة النبوية بمسجد عثمان بن عفان ببلدية برهوم بقرية الهلالات في طبعته الثانية، بنشاطات متنوعة، بينها المسابقات الفكرية والمعارض ومحاضرات من تنشيط كبار الأئمة والأساتذة من مختلف مناطق الوطن إحياء لذكرى ميلاد المصطفى خير الأنام. اقتربت “الشعب” من الأساتذة المحاضرين لأخذ آرائهم وللاطلاع أكثر على مختلف النشاطات التي يقوم بها المسجد، إلا أنها تفاجأت بمنع التغطية الإعلامية على جميع وسائل الإعلام من قبل مديرية الشؤون الدينية. ولدى استفسارنا الأمر مع مدير الشؤون الدينية، أكد هذا الأخير أن تغطية الحدث يتطلب تقديم طلب خطي للمديرية، على أن تبلغ الوزارة الوصية لتقديم الموافقة أو الرفض. «الشعب»، حضرت بعض المحاضرات المتعلقة بسيرة خير الأنام صلى الله عليه وسلم، على رأسها المحاضرة التي قدمها الأستاذ الروحاني مداني حديبي والذي تساءل في حديثه عن قضية عدم حبّ بعض الأشخاص النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشتاقون إليه، رغم أن بعض الأشياء الجامدة كجبل أحد وجذع النخل الذي تصدع لحب النبي صلى الله عليه وسلم، يضيف المتحدث، أن خير الأنام كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وعندما سألته عائشة رضي الله عنها عن فعله هذا وقد غفر الله له ماتقدم وما تأخر، فرد عليها قائلا، أفلا أكون عبدا شكورا، مشيرا في معرض حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذا رقة وجمال حتى مع العصاة، مستشهدا بحديثه في معركة الطائف وطريقة معاملته الأسرى. فمحمد، بحسبه، ذو خلق شامل كامل متناسق وقدوة شاملة وتبيان لكل شيء وأن الابتعاد عن سنّته هو تعثر وأبعاد هذه القدوة هو أن نحبّه محبة عاطفية نتذوقها ونحس بها. أما البعد الفكري فيقول مداني، يمثله أسبوع السيرة النبوية المقام بالمسجد، خاصة توزيع 1500 كتاب من الرحيق المختوم الذي اعتبره أروع كتاب في السيرة النبوية ومحتوياته القيمة، وهو ما اعتبره نوعا من أنواع الاقتداء بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم. عن البعد الثالث من المولد النبوي الشريف، هو قدوة شمولية في أخلاقه ونصحهو خاصة أنه يجب على المسلم أن يتعلم كيفية محاربة الناس بالحب لأن القسوة، بحسبه، لا فائدة ترتجى منها. والجديد في هذه الطبعة، هو استحداث مسابقة فكرية للتلاميذ، تتعلق بحفظ الأحاديث العشرة الأخيرة من الأربعين النووية ومسابقة في السيرة النبوية من كتاب الرحيق المختوم، وكذا استحداث معرض يتعلق بحياة النبي صلي الله عليه وسلم وعرض كتب عن سيرته. كما ينشط هذه الطبعة، نخبة من كبار الأساتذة، على غرار عزالدين حمديني والشيخ نورالدين سفيان والشيخ محمد شعراوي والشيخ الجمعي قاسمي، على أن يختتم الأسبوع بحفل كبير ينشطه منشد الشارقة عبد الحميد بن سيراج وتوزع فيه الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات. وما ميز هذه الطبعة، الإقبال الكبير للمصلين الذين غصّ بهم مسجد عثمان بن عفان وأجمع كل من التقت بهم “الشعب” على أهمية هذه المبادرة وطالبوا الجمعية والقائمين على المسجد بمواصلة طبعات السيرة النبوية. الجمعية الدينية لمسجد عثمان بن عفان في الميدان شرعت الجمعية الدينية لمسجد عثمان بن عفان، أمس، في عملية توزيع أكثر من 1500 كتاب من الرحيق المختوم على سكان بلدية برهوم التي تحصى أزيد من 3000 نسمة. هذا المشروع الذي انطلقت فيه الجمعية منذ أكثر من سنة كاملة، ووصلت إلى جمع 1500 كتاب بفضل تبرعات المحسنين، على الرغم من أن سعر الكتاب الواحد يفوق 300 دينار جزائري، إلا أن هذا لم يقف حجر عثرة في وجه المتبرعين والقائمين على المسجد الذي هو قيد الإنجاز. وشهدت العملية تطوع العديد من شباب البلدية، بتسخير سياراتهم وأبنائهم الصغار وطرق أبواب المنازل وتقديم الكتاب لهم. عن المبادرة قال إمام المسجد الدكتور سليمان بوراس، من على منبر الجمعة، إن الهدف من توزيع هذا الكتاب هو تعليم أبنائنا القراءة عن رسول الله، خاصة وأن هذا الكتاب يعد من أحسن الكتب في السيرة النبوية وكذا تعليم أبنائنا في سبيل الله على ارتياد المساجد منذ الصغر، والأهم من هذا هو تعليمهم الوسطية، في ظل الانتشار الواسع للأفكار الهدامة عبر وسائل الإعلام كشبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية. في ذات السياق، أصدرت دار الطباعة كردادة، ثلاثة مؤلفات جديدة للنبي صلى الله عليه وسلم للأستاذة بوصلاح لامية أصيلة برهوم. من جانبهم ثمّن الذين تحصلوا على كتاب “الرحيق المختوم” عبر عديد الأحياء ببرهوم، المبادرة واعتبروها بمثابة قفزة نوعية في إحياء مولد خير الأنام وأنها جديدة وطالبوا بدعمها حتى تغطي العملية جميع سكان الولاية ولمَ لا في الطبعات القادمة؟. انتشار واسع لطاولات بيع الشموع والبخور شهدت بلديات المسيلة 47 انتشارا واسعا للباعة الموسميين المتخصصين في عملية بيع الشموع والبخور وكذا الحناء بعديد الأحياء والشوارع، وكذا المحلات التجارية التي غصت بها مختلف المنتجات المتعلقة بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وهو ما لمسته «الشعب» عبر عديد الأحياء بعاصمة الولاية، كسوق الكدية الذي غص بطاولات بيع الشموع والبخور. نفس الحال عبر شوارع بلديات بوسعادة وسيدي عيسى والسوق الأسبوعي لبلدية مقرة. وما ميز احتفالات المولد النبوي هذه السنة، غياب شبه كلي لباعة المفرقعات وهذا بفضل الطوق الأمني والرقابة التي فرضتها مصالح الأمن على الأشخاص المتخصصين في ترويج هذه الألعاب النارية، كان آخرها حجز أزيد من 88800 مفرقعة من قبل مصالح درك برهوم، خاصة وأن هذه الألعاب غالبا ما تخلف جرحى في كل احتفالات دينية أو وطنية.