الأطباق التقليدية، المفرقعات، السهرات العائلية وتلاوة القرآن أجواء روحانية طبعت الاحتفال بالمولد النبوي خلال السنوات الأخيرة في البيوت الوهرانية، تجلت في تسابق الأمهات من أجل حفظ القرآن الكريم وتجويده ببيوتهن، بعدما كانت الاحتفالات تقتصر في الماضي على تحضير الأطباق التي تميز هذه المناسبة الدينية، مثل طبق “التقنتة” أو “الطمينة”، كما تسمى في بعض جهات الوطن، “البركوكس” و"الرقاق”، مع إشعال الشموع والتغني بمولد خير الأنام وهو ما يعتبر ظاهرة صحية تبشر بالخير، كما أوضحت السيدة نبيلة المرشدة الدينية. وما يميز الاحتفال بذكرى المولد النبوي بوهران والجهة الغربية من الوطن التي تشترك في بعض الطقوس والعادات، هو اجتماع العائلة حول طبق الرقاق بالدجاج في ظل أنغام المدائح الدينية وأضواء الشموع ومن أشهر الأهازيج التي كانت ولا تزال تردد “سعدك سعدك يا يمينة يا اللي جبتي نبينا، هذا خامس من لشهر زاد سيدنا محمد والجنة بيه تنور”، و “زاد النبي وفرحنا بيه”، كما تقوم السيدات بإطلاق “البخور والعنبر في أرجاء البيت، وتخضيب أيادي الأطفال بالحناء وإلباسهم أحلى الثياب. ومن بين ما اعتاد عليه الأطفال، صناعة “فنانير صغيرة” بواسطة علب الطماطم الفارغة التي تثقب بمسمار في أسفلها وتثبت جنباتها بسلك حديدي طويل يوضع له مقبض وتملأ هذه العلبة بالأوراق، ثم يتم إشعالها أو توضع في جوفها شمعة، وتستمر السهرة حتى ساعات الفجر الأولى، حيث تزغرد النسوة وتطلق طلقات البارود من الذين يمتلكون بنادق صيد فرحا بمولد النبي الذي يقال بأنه ولد عند صلاة الفجر. وتتحول مساجد بلديات الولاية بعد صلاة المغرب إلى حلقات للذكر وإلقاء الدروس المحمدية التي تبين السيرة النبوية العطرة إلى غاية صلاة الفجر في جو روحاني مميز، فيما تحتضن الزاوية البلقايدية بسيدي معروف الاحتفالات الرسمية بليلة المولد النبوي لهذه السنة، حيث يتم فيها تكريم حفظة القرآن والأحاديث النبوية للطلبة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، كما عاش مسجد “الفاروق عمر بن الخطاب” بحي النجمة بوهران للسنة الثالثة على التوالي أياما نورانية تحت اسم “أيام الشيخ بلكبير”، نشطها على مدار إحدى عشرة ليلة كوكبة من المشايخ، الأساتذة والدعاة من داخل وهران وخارجها تناولوا السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم، على غرار الدكتور “سعيد بويزري” من ولاية تيزي وزو، والدكتور حميد فوال والأستاذ قدور شاهد من بشار والشيخ تيموري محمد، من فرنسا إلى جانب مشاركة المنشد جلول وغيرهم.