لا تزال العديد من العائلات التي تقطن بالمناطق الريفية بولاية تيسمسيلت تحافظ على عادات الأسلاف في إحياء مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم. وتشهد العديد من دواوير المنطقة خلال هذه المناسبة العظيمة على غرار "القواسم" (لرجام) و"عين قرقور" (خميستي) و"سيدي الميسوم" (سيدي العنتري) إقامة جلسات نسوية جماعية التي تعرف بإسم "المربوع" حيث تتغنى طوال ليلة المولد النبوي الشريف في مدح الرسول (ص) مثل ترديدها لمديح "سيدي محمد ما عزو علينا". كما تحضر ربات البيوت الطبق الرئيسي الذي يقدم لأفراد العائلة خلال هذه الليلة المباركة والمتمثل في "الكسكس" بالبيض والرمان ليتبع بطبق من التين المجفف بزيت الزيتون. ومن جهتهم يشكل الرجال حلقات يتقدهم شيخ لإستذكار خصال وأخلاق وسيرة النبي (ص) كما تعد المناسبة فرصة كذلك لتنظيم مأدبات غذاء للعائلات الفقيرة مع توزيع الهدايا على أبنائها. وتعمل الأمهات على تزيين أيادي الأطفال بالحناء مع إقتناء البخور من محلات بيع الأعشاب والعقاقير حيث تستعمله النساء في مختلف زوايا البيت أمسية المولد النبوي الشريف ضمن تقاليد متوارثة من الأسلاف . وعادة ما يطلق على المواليد الجدد في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمناطق الريفية أسماء "مولود" أو "ميلود" بالنسبية للذكر و"عيدة" أو "ميلودة" فيما يخص البنات. ومن جهتها تشهد تجارة بيع الشموع والحناء إنتعاشا كبيرا بمدينة تيسمسلت خلال هذه الأيام في سياق تحضير الأسر لإحياء هذه الذكرى. ومن ناحية ثانية يتميز الاحتفال بمولد المصطفى (ص) بإقامة العديد من الأنشطة الثقافية والدينية التي تنظمها الزوايا المنتشرة بالولاية تيسمسيلت منها زاوية سيدي علي الحاج العداوية الشاذلية ببلدية برج بونعامة والتي تنظم حلقات في السيرة النبوية الشريفة وتكريم حفظة القرآن الكريم حسب شيخ الزاوية السيد محمد بودينار. كما ينشط أحد الأساتذة الجامعيين بمبادرة من الزاوية محاضرة تتمحور أساسا حول معاني احياء المولد النبوي الشريف إلى جانب إلقاء أناشيد دينية من طرف طلبة الزاوية.