دعا الرئيس السوداني من منطقة سِبْدُو في محلية بحر العرب بولاية جنوب دارفور غرب البلاد، إلى توحيد الصفوف وتعهد بمواصلة جهود التنمية بالإقليم ردا على الضغوط الأجنبية التي تتعرض لها البلاد. وتلقى عمر حسن البشير خلال زيارته للإقليم، وهي الثانية من نوعها خلال عشرة أيام، الدعم والمناصرة من مواطني حي العرب ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله. وخاطب الرئيس اللقاء الجماهيري المقام بالمنطقة داعياً أهل دارفور لإصلاح ذات البين والعمل من أجل تحقيق السلام مذكرا بأن الإقليم كان إلى عهد قريب فضاء للتعايش والتسامح والأخوة. كما تعهد بمواصلة جهود التنمية في الإقليم من خلال تشييد المزيد من المدارس والمستشفيات والسدود وحفر الآبار لتحسين أوضاع السكان. ووعد بإنشاء ولايات جديدة في دارفور لتقوية الإدارة المحلية في تدبير الشؤون الداخلية. ويتوجه البشير لاحقاً إلى محلية الضعين بولاية جنوب دارفور ذاتها. وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من دعوته قيادات الإقليم إلى القيام بدور أكبر لتحقيق السلام المفقود في دارفور. وتعد زيارة الرئيس لدارفور اليوم هي الثانية من نوعها بعد إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضده في الرابع من مارس الجاري. وكان البشير قد زار في الثامن من الجاري مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وجدد من هناك تحديه لقرار إلقاء القبض عليه بدعوى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم المضطرب. وتأتي الزيارة الجديدة إلى دارفور وسط تزايد الضغوط الدولية على الخرطوم حيث يتوقع أن يعين الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن موفدا خاصا إلى السودان . من جهة أخرى حملت وزيرة الخارجية الأميركية الرئيس السوداني المسؤولية عن كل وفاة في مخيمات اللاجئين بدارفور بسبب طرد بعض منظمات الإغاثة. ووصفت هيلاري كلينتون في تصريحات صحفية أدلت بها الثلاثاء الوضع بدارفور بعد طرد ممثلي المنظمات بأنه مروع، ومن شأنه أن يسبب معاناة هائلة لأهالي دارفور خصوصا من يعيشون في مخيمات النازحين. وجاء ذلك التهديد على خلفية قرار الخرطوم طرد ممثلي عدة منظمات إغاثة أجنبية بدعوى تورطها في أنشطة تجسس فضلا عن تعاون بعضها مع المحكمة الجنائية، في حين أعلن البشير الاثنين خطة لتولي منظمات محلية سودانية توزيع مساعدات الإغاثة في دارفور. وتأتي زيارة البشير بعد يوم واحد من مقتل أحد جنود القوة المشتركة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في كمين نصبه مسلحون مجهولون، حيث أطلقوا النار على جنود كانوا عائدين من دورية قرب بلدة نيالا. وقد ندد الأمين العام الأممي بان كي مون بمقتل ذلك الجندي. وعبر عن قلقه العميق بسبب ما سماها التهديدات التي تواجه قوات حفظ السلام. ويعد هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف قوات حفظ السلام منذ إصدار الجنائية مذكرة الاعتقال بحق الرئيس البشير، حيث وقع الأول قبل ثمانية أيام. وأدى إلى إصابة أربعة من عناصر حفظ السلام. على صعيد آخر استدعت الخارجية السودانية سفير باريس بالخرطوم باتريك نيكولوزو. وطلبت منه تقديم تفسير لتصريحات نسبت للناطق باسم الخارجية الفرنسية. وجاء في تلك التصريحات أن فرنسا ستعترض طائرة البشير حال سفره إلى الخارج، وأنها طلبت من قطر تنفيذ مذكرة اعتقاله إذا شارك بالقمة العربية التي تستضيفها أواخر الشهر الجاري. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية علي الصادق: إن الوزارة طلبت من فرنسا إصدار بيان ينفي تلك التصريحات، في حين اعتبر نيكولوزو أن التصريحات نقلت بشكل غير دقيق. موضحا أن بلاده لن تلتزم بتوقيف البشير إلاّ إذا مر عبر أجوائها. وكان مسؤولون سودانيون ذكروا في تصريحات صحفية أن البشير سيغادر إلى الدوحة لحضور القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري. مؤكدين أن الخرطوم لديها ترتيبات خاصة لضمان سلامة الرئيس.