في إطار التحضيرات الجارية لعقد الملتقى الدولي حول التسامح في الإسلام، التي ستنطلق فعالياته ابتداء من يوم غد الاثنين بفندق الاوراسي، نشط أمس رئيس المجلس الإسلامي الأعلي الدكتور أبو عمران الشيخ ندوة صحفية بمقر المجلس استعرض خلالها المحاور الكبيرة لهذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام. أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ان هذا الملتقى يندرج في إطار النشاطات التي يقوم بها المجلس في هذا التوقيت بالذات الذي يصادف العطلة الجامعية والمدرسية، وقد أختير له موضوع في غاية من الحساسية خاصة في ظل الحملة الشرسة التي طالت الاسلام ورموزه. الرد على هذه الحملة يكون من خلال مخاطبة العقل وتبيان الخصائل الحميدة التي تميز الدين الحنيف وأهمها التسامح، كما ورد في النصوص والسنة، هذه الاخيرة ستكون إحدى المواضيع الأساسية التي سيناقشها الملتقى الدولي ومن خلال ما ورد فيها من أقوال للعلماء العظام وذلك ضمن الورشة الاولى، أما الورشة الثانية فانها ستبحث بكثير من الدقة والتفصيل أهم رواد هذا الفكر التسامحي بدءا بالرسول عليه الصلاة والسلام وشخصيات أخرى مثل ابن رشد، ابن خلدون ثم الأمير عبد القادر وجمال الدين الأفغاني وابن باديس وغيرهم.. فيما خصصت الورشة الثالثة لبحث كيفية تطبيق مبدأ التسامح من قبل المسلمين، وهل أخذت بهذه المبادىء السامية للدين الحنيف خاصة في العصر الحالي، وكيف ينظر غير المسلمين الى المسلمين في هذه المسألة بالذات أي التسامح في إطار الحوار بين الديانات . مجموعة من الخبراء والمفكرين أسندت لهم مهمة إعداد محاضرات الملتقى الدولي معظمهم من جامعات الجزائر وبعضهم تم استدعائهم من فرنسا قصد المساهمة باثراء هذا الموضوع الهام، وعن عدم توسيع المشاركة لتشمل خبراء ومفكرين آخرين من دول عربية واسلامية وأخرى غربية قال السيد أبوعمران أن هيئته استدعت مفكرين من سوريا ومصر لكنهم اعتذروا لأسباب تتعلق بالتزامات خاصة بهم. منزلة التسامح في الإسلام، مقوماته في التعامل بين الأفراد والجماعات، سماحة الاسلام ، نظرية التسامح، بين الإمام مالك، التسامح بين الاسلام والمسيحية في فكر الإمام الغزالي وخصائص المنهج الباديسي في الحوار مع الآخرين، ومفهوم التسامح مع غير المسلمين في القرآن والسنة وشهادات غير المسلمين عن سماحة الاسلام وأمثلة للرد على التهم الموجهة للإسلام،، هي أهم وأبرز المواضيع التي ستتولى نخبة من الخبراء والمفكرين إلقاءها خلال الملتقى الدولي الذي ينظمه المجلس الاسلامي الأعلى في مساهمة منه لتبيان رسالة الاسلام والتعريف الصحيح بمبدأ التسامح وتصحيح بعض المفاهيم، والرد على من يهاجم الاسلام بطرق مختلفة وبأسلوب الدين الحنيف بعيدا عن التعصب والعنف . وعن التنصير أوضح الشيخ أبوعمران أنها قضية قديمة بدأت بين اليهود والمسيح عكس الاعتقاد السائد بأن ذلك كان يتم مع الاسلام فقط، لكن القضايا العقائدية المنعقدة بينهما تحولت في السنوات الاخيرة الى تحالف سياسي بينما تحول التنصير إلى العالم الاسلامي وشدد رئيس المجلس الإسلامي الاعلى على أن الاسلام دين حوار وليس دين عنف... انه من حقه الرد على نفسه والدفاع في هذه الحالة مشروع لأنه لايظلم وفي نفس الوقت يرد الظلم عنه بمختلف الطرق السلمية المشروعة كاستعمال سلاح المقاطعة على سبيل المثال الذي أثبت نجاعته، وعن التوصيات التي تخرج بها ملتقيات المجلس أكد أبوعمران أنها تؤخذ بعين الاعتبار مستدلا بذلك بالتوصيات التي خرج بها ملتقى العام الماضي حول الشباب والمخدرات، إذ لمس تحركا كبيرا لدى وزارة الشباب والرياضة واهتماما أكبر بفئة الشباب تجلى بوضوح في قانون المالية لهذه السنة