افتتح رئيس المجلس الاسلامي الأعلى صباح أمس بفندق الأوراسي الملتقى الدولي "التسامح في الاسلام" والذي يستمر الى غاية ال 25 مارس الجاري ويتطرق من خلاله المحاضرون الى وجهة نظرية التسامح في الاسلام ومعايشته مع الآخر من حيث التعامل الذي هو مجمل الاسلام "إنما الدين المعاملة". وقد استهل الدكتور بوعمران الشيخ كلمته الافتتاحية بعد الاستماع الى آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني الجزائري بالترحيب بضيوف المجلس من الجزائر ومن خارجها. كما استعرض رئيس المجلس الاسلامي الأعلى النظرة التسامحية التي يتعامل بها الاسلام مع الآخر موضحا أن سبب اختيار هذا الموضوع هو من أجل التعريف بالتسامح الصحيح ردا على الذين يتهجمون على الاسلام قصد تشويه صورته، فنجادلهم بأسلوب حضاري واضح يسعى إلى حوار يبنى على حوار متبادل. ويضيف الدكتور أبو عمران الشيخ أنه "من خلال هذا الملتقى سنسمع بما جاء به القرآن من نصوص ثابتة، كما سنستمع إلى آراء غير المسلمين في تسامح الاسلام لإزالة كل غموض". الجلسة الصباحية الأولى ترأسها الدكتور محمد قاهر عضو بالمجلس وقد بدأت الأشغال بمداخلة الشيخ سالم بن ابراهيم بعنوان "التسامح من خلال القرآن والسنة واجتهاد العلماء الكبار" وقد استهلها بحادثة وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما مرت عليه جنازة فوقف لها فتعجب الصحابة من ذلك وقالوا إنها ليهودي فأجابهم عليه الصلاة والسلام: "يا سبحان الله أليس إنسانا". وتلاه بعد ذلك الدكتور سليمان عشراتي وتكلم مطولا عن السماحة والتسامح في الاسلام مؤكدا أن الحروف التي يتكون منها الاسلام هي السلام. أما الدكتورة حدة سابق فقد اختارت عنوان تدخلها ب"خلق التسامح في ضوء القرآن الكريم" والأستاذ عبد الكريم البكري من جامعة وهران تناول موضوع :"التسامح في الإسلام بين الأفراد والجماعات". حيث أكد أن التأمل في مجريات الأحداث التي عرفها القرن الحالي يجعلنا ندرك بأن نجاح أي تحول سياسي، أو تطور اجتماعي يرتبط ارتباطا بمتانة الصلة التي ينبغي أن تكون بين ما نعده من مشاريع مختلفة وبين الأسس الروحية والفكرية التي تمثل طبيعة الإنسان فتفسر سلوكه وتبرر أعماله وتصاحب مسيرته الحضارية. وقد ألقيت عدة محاضرات خلال الجلسة الصباحية ودارت كلها في محور واحد محاولة البرهنة على مدى سماحة الاسلام وقبوله وتعايشه مع الآخرين، لكن تبقى الأسئلة الكثيرة معلقة : "هل الإسلام غير متسامح لنحاول البرهنة من خلال هذا الملتقى على بطلان هذه النظرية وأنه دين متسامح ؟ أم أن الآخر هو الذي يأبى أن يعترف بسماحة الإسلام وهو الذي قال رسوله الكريم "إنما الدين المعاملة" ولا فرق بين أعجمي وعربي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى، وقال تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن" وقال(ص): "كلكم من آدم وآدم من تراب". الملتقى في أيامه الثلاث يتألف من أربع ورشات هي "الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والتسامح"، "التسامح من خلال الشخصيات الإسلامية العلمية والدينية والسياسية". "سلوك المسلمين والحياة اليومية مع الآخرين" وكذا "نظرة أهل الكتاب في التسامح الاسلامي في القديم والحديث".