اعتقال المئات بتهمة النهب وتخريب الممتلكات بينما شهدت تونس ثاني ليلة لها من حظر التجوّل، عقدت الحكومة التونسية، أمس، اجتماعاً طارئاً لبحث وسائل إعادة الهدوء إلى البلاد ووقف الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق والتي اتسمت بانزلاقات خطيرة حيث تحولت في كثير من الأحيان والمناطق إلى عمليات نهب وتخريب للممتلكات. وقد أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، أمس، عودة الهدوء التدريجي إلى البلاد وذلك غداة تحذير الرئيس الباجي قايد السبسي، من أن “بعض الأيادي الخبيثة استغلت التحركات المشروعة في بعض المناطق لمحاولة بث الفتنة والقيام بعمليات حرق ونهب” مبرزا أن “أصحاب هذه الأيادي معروفون ومعروفة انتماءات الحزبية سواء كانت معتمدة أو غير معتمدة”. وبعد أن نبه الرئيس التونسي من إمكانية تسرب أطراف إرهابية على خط الاحتجاجات للرفع من درجة الاحتقان، أشار إلى أن قطاع الطرق والسراق “أستغلوا الاحتجاجات السلمية واندسوا وسط المتظاهرين لممارسة العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة” وذلك ما أدى إلى الإعلان عن فرض حظر التجول كما قال. ومن جانب آخر انتقد السيد السبسي ما سماه ب “الانفلات الإعلامي المبالغ فيه “من قبل وسائل إعلام تونسية وأجنية “ تعمدها الرفع من الاحتقان. وبعد ان اعتبر الاحتجاجات التي قام بها الشباب البطال “طبيعية ومشروعة” “أوضح الرئيس التونسي أن الحكومة الحالية ورثت وضعية اقتصادية صعبة وبطالة خانقة تطال 700 ألف من الشباب منهم حوالي 300 ألف من أصحاب الشهادات الجامعية”. وفي هذا السياق طلب من الحكومة بوضع برامج تخفف من البطالة وتنمية المناطق المهمشة مشيرا الى الحكومة “ستتحصل على التمويلات اللازمة لمواجهة الوضع والاستجابة للبطالين”. وخلص في كلمته إلى طمأنة شركاء تونس في الخارج بقوله أن بلاده “ستواصل بثبات مسارها انتقالها والسعي نحو التقدم الرقي”. من جانبه قال رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، إن حكومته لا تملك عصا سحرية لحل المشاكل الاقتصادية، خاصة البطالة، لكنه أكد أن الوضع الاقتصادي بدأ يتحسن، مشيراً إلى أن لدى حكومته برنامجاً من أجل احتواء مشكلة البطالة، واعتبر أن ما حدث في القصرين هو نتيجة عدم الإسراع بالإجراءات. بدوره، تحدث أمين الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، في تصريحات صحافية عن دخول عناصر مشتبه في انتمائها لمجموعات إرهابية على خط الاحتجاجات السلمية.هذا وشهدت الأوضاع في الساعات الماضية بتونس هدوءاً حذراً وانتشاراً واسعاً لقوى الأمن. يُذكر أن الاحتجاجات اندلعت في مدن سليانة وسيدي بوزيد وجندوبة وباجة وسوسة والقيروان والمهدية وصفاقس وتطاوين ومدنين وقبلي، وطالبت بتوفير فرص عمل وتسوية أوضاع أصحاب الرواتب المنخفضة والعاطلين عن العمل،، دعت إلى رحيل المحافظين. منحرفون يوزّعون المال على المتظاهرين لبثّ الفوضى كشف العقيد خليفة الشيباني، المكلف بالإعلام في الإدارة العامة للحرس الوطني، أن عددا من المنحرفين تحت تأثير حبوب الهلوسة يجولون بالسواطير ليلا مستغلين الاحتجاجات للسرقة والنهب والاعتداء على المواطنين. وأضاف الشيباني، أن لدى السلطات الأمنية معطيات مؤكدة حول ملثمين في سيارات كانوا يوزعون الأموال على المتظاهرين، واستطرد أن القبض عليهم متلبسين لم يكن ممكنا وسط الجموع الغفيرة التي كانت تشارك في المظاهرات. وأضاف العميد السيباني أن مثل هذه الخروقات تصب في مصلحة الإرهابيين الذين يتربصون بالقوات الأمنية والعسكرية من أجل فك الحصار عنهم في الجبال. وقال المكلف بالعلاقة مع وسائل الإعلام بوزارة الداخلية التونسية، وليد الوقيني، إن وحدات الحرس الوطني بمنطقة رقادة (محافظة القيروان) تمكنت من إيقاف 9 أشخاص كانوا بصدد حفر نفق لدخول فضاء تجاري والقيام بسرقة محتوياته، كما أكدت مصادر رسمية اعتقال مالا يقل عن 423 شخص بتهمة النهب والتخريب. تنديد بتصريحات المرزوقي أدانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية تصريحات للرئيس السّابق منصف المرزوقي، التي قالت إنه “عمد فيها إلى إقحام دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في ما يحدث من أوضاع في المنطقة العربية”. واعتبرت الوزارة في بيانها أنه من شأن هذه التصريحات أن تعكر أواصر الأخوة العميقة بين تونسوالإمارات وتوتر العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.وكان المرزوقي قد صرح في لقاء مع قناة “فرانس 24” بأن الإمارات تمول الانقلابات وتخلق أحزابا على حد تعبيره. وساند الرئيس السابق الاحتجاجات الاجتماعية في إطار السلمية، وفي إطار المحافظة على ثوابت الأمن والأرواح والممتلكات، مشيرا إلى أن الشعب صبر سنة كاملة إلا أنه اكتشف أنه وعد بوعود زائفة، وفق تعبيره.