عاد اليوم السبت الهدوء إلى مختلف مناطق تونس اثر إعلان حظر التجول في كامل أرجاء الجمهورية أمس حيث شرع المواطنون في ممارسة حياتهم اليومية بصفة طبيعية إلى جانب سحب قوات الأمن من بعض المدن حسب وسائل إعلام محلية. وقد شهدت تونس منذ ثلاثة أيام اعتداءات عنيفة على الممتلكات العامة والخاصة من قبل أشخاص استغلوا الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتنمية وتوفير مناصب شغل للشباب البطال لاسيما الجامعيين منهم للالتحاق بالركب والقيام بعمليات اعتداء وسرقة ونهب للمحلات التجارية وتخريبها. ورغم هذا الاستقرار وعودة الحياة إلى نسقها الطبيعي فقد تم تسجيل بعض الاحتجاجات السلمية في مدينة القصرين (جنوب) حيت تجمع عدد من الشباب العاطل عن العمل بساحة المدينة للمطالبة بحقه في العمل على غرار باقي أفراد المجتمع التونسي. وبولاية مدنين (جنوب) مازالت الدراسة متوقفة في معهد بن قردان وفق ما صرح به المدير الجهوي للتربية رحومة المحضاوي الذي أشار إلى أن التوقف جاء كقرار "وقائي". و أعتبرت نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل والنقابة العام للحرس التونسي في بيان مشترك لهما اليوم السبت قرار سحب قوات الأمن الداخلي من المدن قرار "خاطئ" لكون الوضع حسبمهما "ينبئ ببعض الأخطار في ظل التطورات الإقليمية". ودعتا إلى اتخاد قرارات تنموية لقطع الطريق أمام كل "الانتهازيين" الذين يسعون للركوب على الأحداث والتحركات الاجتماعية السلمية لتمهيد الطرق أمام أعداء تونس. وقد أفاد من جانبه المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية وليد اللوقيني في تصريح له اليوم أنه تم إيقاف 423 متورطا في أعمال عنف وشغب ونهب بكامل التراب التونسي منذ انطلاق الاحتجاجات إلى جانب إيقاف 84 شخصا خالفوا حظر التجول. وأشار إلى أن الإصابات التي سجلت في صفوف قوات الأمن والحرس الوطني (درك) والحماية المدنية قد بلغت 109 إصابة منذ انطلاق الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وكانت خلية التنسيق والمتابعة قد تطرقت خلال اجتماعها اليوم تحت إشراف رئيس الحكومة الحبيب الصيد الوضع الأمني في البلاد والمخاطر القائمة جراء تعمد مخربين وعناصر إجرامية ومهربين الانزلاق بالاحتجاجات السلمية إلى ممارسة العنف والاعتداء على الأمنيين ومقرات السيادة ونهب الممتلكات العامة والخاصة. كما تدارست هذه الخلية -حسب بيان لها - تداعيات محاولات عناصر إرهابية الاندساس بين المتظاهرين لتأجيج الوضع والقيام بأعمال إرهابية لبث الفوضى وذلك قبل أن تدعو الجميع إلى الوعي بدقة الوضع والتهديدات القائمة والى تفادي كل ما يشتت جهود الوحدات الأمنية في حماية امن المواطن والوطن. ويذكر أن الاحتجاجات قد انطلقت من ولاية القصرين عقب تشجيع جثمان الشاب رضا اليحياوي الذي توفي اثر صعقة كهربائية أثناء محاولته صعود عمود كهربائي أثناء احتجاجات الشباب العاطل عن العمل ضد التلاعب بنتائج انتداب في الوظيفة العمومية.