اعتبر اللواء جبريل الرجوب، أحد أبرز وجوه النضال الوطني الفلسطيني والرئيس الحالي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن فلسطين بحاجة إلى كل أبنائها، بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية، لأن الإطار الأهّم الذي يجب أن يسع الجميع هو النضال الفلسطيني وليس ثنائية ماركسي أو إسلامي. في هذا الصدد، دعا الرجوب، لدى نزوله ضيفا على جريدة «الشعب»، مرفوقا بالسفير الفلسطيني الدكتور عيسى لؤي، حركة حماس إلى إجراء مراجعة سياسية واتخاذ موقف واضح من حركة الإخوان المسلمين، لأن الشعب الفلسطيني - بحسبه - لا يقبل بأن تظل قضيته وأرضه مسرحا لصراعات النفوذ وتداخل الأجندات على حساب الهدف الأكبر وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرا الخطوة الأخيرة تتويجا للنضال والسبيل الوحيد للسلام والأمن في الإقليم وفي كل المنطقة. عن المصالحة الوطنية الفلسطينية أكد الرجوب، أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي مسألة استراتيجية وأن ما ينشده الشعب الفلسطيني هي وحدة تحافظ على مشروع الدولة وتضمن التعددية السياسية في ظل سلطة موحدة وقيادة فلسطينية تختار بطريقة ديمقراطية، لأن الدولة الفلسطينية هي الهدف الاستراتيجي لحل الصراع مع الكيان الصهيوني الذي قال إنه يعمل ما في وسعه لإجهاض مشروع إقامة هذه الدولة. الرئيس السابق للأمن الوقائي الفلسطيني وأحد مقربي الرئيس الراحل ياسر عرفات، أكد خلال اللقاء الذي جمعه حصريا - بصحافيي يومية «الشعب»، أن منظمة التحرير الفلسطينية تظل الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن هذه الأخيرة، وعكس ما تروج له بعض الأوساط، لم ولن تتخلّى عن نهج المقاومة والنضال، ولكن المقاومة من وجهة نظر منظمة التحرير موجهة ضد الاحتلال الصهيوني وليس تحويل الفلسطينيين كلهم إلى لاجئين. وعن الدعم العربي للقضية الفلسطينية، قال الرجوب إنه يأمل في أن تكون علاقات بلاده مع الدول العربية قائمة على الشراكة، معتبرا أن العلاقة بين الجزائروفلسطين هي أنموذج يحتذى به في هذا الصدد، في الوقت الذي لم يعد فيه من المقبول إقامة علاقات تقوم على الإملاءات والتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني من حقه الحصول على دولة يحقق في إطارها هويته وانتماءه كسائر الشعوب الأخرى وأن هذه الهوية هي جوهر الدولة الفلسطينية، نافيا أن يكون هذا التوجّه نابعا من عنصرية أو تقوقع على الذات ولا رفض للآخر ولكن هو مسار ضروري لما أطلق عليه (فلسطنة) كل الأجهزة والمؤسسات الفلسطينية دون استثناء وحتى الرياضية منها. وذكّر بالمناسبة، أن هذا المبدأ كان وراء رفض عضوية نايف حواتمة في المجلس الوطني الفلسطيني، بالرغم من أنه أحد وجوه النضال الفلسطيني، لأن المجلس سالف الذكر لا يمكنه أن يضم إلاّ الفلسطينيين الأصليين دون سواهم بهدف الحفاظ على الهوية والانتماء التي يعمل العدو الصهيوني على إذابتهما بكل الوسائل في انتماءات وهويات أخرى لنسف القضية من جذورها، مؤكدا أن ممارسات الاحتلال الصهيوني في حق الفلسطينيين تفوق بكثير الممارسات النازية الهتلرية.