أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، أمس، بعين قزام، بأقصى جنوب ولاية تمنراست، أن كل شروط المرافقة مضمونة للنهوض بالتنمية المحلية بهذه المنطقة الحدودية. أوضح الوزير لدى تدشينه المقر الجديد للمقاطعة الإدارية لعين قزام (400 كلم جنوب الولاية)، في إطار اليوم الثاني من الزيارة التي يقوم بها إلى الولاية، أن كل شروط المرافقة مضمونة للنهوض وترقية التنمية المحلية بهذه المنطقة الحدودية، داعيا الجميع إلى الانخراط في هذه الجهود بما يسمح بتطويرها والاستجابة لتطلعات سكانها. بالمناسبة، أكد السيد بدوي أن إنشاء مقاطعات إدارية جديدة يعد «قرارا تاريخيا» وهو بمثابة «تحدّ كبير»، مطالبا في هذا الخصوص موظفي المقاطعة بأن يكونوا في مستوى هذا التحدي من خلال تحمل وبشكل كامل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم. بالمناسبة، نوه وزير الداخلية والجماعات المحلية بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الأخرى المتواجدة بالمنطقة من أجل حماية الحدود والمحافظة على استقرار الوطن، حاثا في ذات الوقت السكان والمجتمع المدني المحلي على الالتفاف حول هذه الأجهزة الأمنية من أجل المساهمة في جهود الدفاع عن الوطن. وعاين بدوي مختلف مصالح المقر الجديد للمقاطعة الإدارية لعين قزام الذي يتوفر على 47 مكتبا وأنجز بغلاف مالي بقيمة 250 مليون دج، إلى جانب 7 سكنات وظيفية. وتفقد وزير الداخلية والجماعات المحلية بعد ذلك ورشة مشروع إنجاز محكمة بعين قزام، حيث رصد لهذا المرفق القضائي غلاف مالي بأكثر من 245 مليون دج، بحسب البطاقة التقنية للمشروع. وشدد بدوي في ذات الموقع، على أهمية الإسراع في وتيرة الإنجاز، داعيا بالمناسبة المقاولات المتواجدة بالمنطقة إلى تكوين شباب في مختلف التخصصات المرتبطة بالبناء وحث على استحداث مقاولات في البناء والكهرباء وحفر الآبار وتعبيد الطرق، بما يساهم في جهود النهوض بالتنمية في المنطقة. وأعطى الوزير تعليمات للوالي المنتدب بخصوص اتخاذ كل القرارات المتعلقة بالمقاطعة على المستوى المحلي، مؤكدا أيضا بأن المديرين المنتدبين لهم كل الصلاحيات في متابعة وتسيير المشاريع التنموية الخاصة بالمقاطعة. بذات الجماعة المحلية دائما، عاين بدوي مشروع إنجاز بيت الشباب بطاقة 50 سريرا التي تطلبت غلافا ماليا بأكثر من 84 مليون دج ومنتظر استلامها في نوفمبر 2016، حيث تسجل أشغال الإنجاز نسبة تقدم في حدود 78 من المائة، بحسب البطاقة التقنية للمشروع. بخصوص تأطير الهياكل الشبانية المتواجدة بالمنطقة، شدد الوزير على ضرورة اعتماد النوعية في التكوين، بما يضمن تأطيرا أفضل لهذه المنشآت الشبانية، حاثا بالمناسبة الشباب بعين قزام على مزاولة تكوين يلائم احتياجات المنطقة. وبالحي الإداري أحمد مدغري، الذي يضم مقرات عدة مديريات منتدبة، تفقد وزير الداخلية والجماعات المحلية مقر المديرية المنتدبة للفلاحة، حيث طالب بمرافقة وتكوين الشباب وتشجيعهم على التوجه نحو المعاهد الفلاحية وإقحامهم في عالم الفلاحة، بما يسمح باستغلال القدرات الفلاحية الهائلة التي تزخر بها المنطقة. وفي لقاء جمعه بالمجتمع المدني المحلي في ختام زيارته للمقاطعة الإدارية لعين قزام، جدد نورالدين بدوي تأكيده على مرافقة المسؤولين والمنتخبين المحليين في استراتيجياتهم المتعلقة بتجسيد مختلف البرامج المحلية وتنمية القدرات البشرية التي تحمل تحديا كبيرا للنهوض بالمنطقة. وذكر في ذات السياق، أنه سيتم تجسيد مشاريع لفائدة المنطقة، سيما ما تعلق بالطرق والصحة وتطوير نشاط التربية الحيوانية. ودعا سكان هذه المنطقة الحدودية، إلى الانخراط في المقاربة التشاركية والتحلي بالوعي الكبير بخصوص الأخطار المحدقة بالوطن والمساهمة، إلى جانب قوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الأخرى، في جهود المحافظة على أمن الوطن. وطرحت خلال هذا اللقاء عدة انشغالات، من بينها على الخصوص افتقار المنطقة لثانوية وأخرى تتعلق بترقية الخدمات الصحية ودعم شبكة الطرق بهذه المنطقة الحدودية. وفي معرض ردّه على تدخلات ممثلي المجتمع المدني، صرح بدوي أنه سيتم التكفل بالانشغالات المطروحة ضمن برنامج خاص موجه لفائدة المناطق الحدودية. وفي سياق تطوير عمل بلدية تمنراست ولضمان تكفل أفضل بانشغالات المواطنين، كان وزير الداخلية والجماعات المحلية قد أعلن أنه سيتم إنشاء ثلاثة مقاطعات حضرية جديدة على مستوى إقليم بلدية عاصمة الولاية التي تشهد توسعا عمرانيا وزيادة في عدد السكان.