قال البروفيسور يحيى مكي، الأخصائي في علم الفيروسات، أن للجزائر الأهلية والكفاءة لمواجهة فيروس زيكا، وشدد على نظافة المحيط واستعمال المبيدات للقضاء على البعوض الناقل للفيروس، وأوضح أن مواجهة خطر الوباء تقتصر على الوقاية في ظل عدم التوصل إلى لقاح مناسب. ألقى الطبيب الجزائري، بالمستشفى الجامعي كلود برنار بفرنسا، والخبير المعتمد لدى منظمة الصحة العالمية في علم الفيروسات، يحيى مكي، محاضرة بمديرية الإدارة العامة للأمن الوطني، حول فيروس «زيكا»، الذي أحدث حالة طوارئ عالمية بسبب انتشاره الواسع خاصة في دول أمريكا اللاتينية. وقال مكي، أن الوباء «ليس شيئا جديدا على البشرية، فقد تم اكتشافه لأول مرة سنة 1947، بأوغندا بإفريقيا» مشيرا إلى أن «كلمة زيكا تعني الغابة الكثيفة، وهي أصل الفيروس الذي ظهر وسط القردة». وأضاف أن «زيكا»، عاد للواجهة سنة 2010، حيث سجلت حالات معزولة في السنغال، لينتقل بين 2013 و2014 إلى جزر المحيط الهندي وجنوب آسيا»، وأوضح أن الدافع وراء إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ بسبب الفيروس، «يعود إلى انتشاره الواسع في أزيد من 30 دولة بأمريكا اللاتينية، وتم إحصاء حوالي مليون و500 شخص مصاب به». وأفاد يحيى، بأن أولى إشارات الإنذار بدأت من البرازيل، حيث ظهرت الأعراض الأولية للمرض في مارس 2015 على عدد واسع من النساء الحوامل، لتظهر بعدها تشوهات على مستوى أدمغة الأجنة، على اعتبار انه يدمر خلايا الدماغ ومكونته بالنسبة للأجنة وكبار السن. وبشأن انتقال الوباء، أوضح الدكتور مكي يحيى، أن «البعوض بمختلف أنواعه هو الناقل الرئيسي للفيروس، وذلك عندما يقوم بلسع شخص حامل للوباء وينقل دمه إلى شخص ثاني»، مضيفا « أن العلاقات الجنسية تأتي في المرتبة الثانية للإصابة بالعدوى». وأكد أن البرك المائية، المياه المتحجرة، مياه الصرف الصحي، العجلات المطاطية المستعملة والأسواق كلها أماكن التواجد المكثف للبعوض، ما يستدعي حسبه، ضرورة تنظيف المحيط واستعمال المبيدات اللازمة، إلى جانب استعمال كريمات خاصة لدهن البشرة بالنسبة للأشخاص في المنازلين ورجال محافظات الغابات. وقال، يحيى مكي، أن عدم التوصل لإنتاج لقاح ملائم للفيروس، يفرض الوقاية والتوعية كخيارين حتميين، وفي هذا السياق جاءت محاضرته بمديرية الإدارة العامة للأمن الوطني. وأفاد بأن «تكوين حماة الوطن، من رجال الأسلاك الأمنية والأطباء على التعامل مع الفيروس يأتي في المقام الأول، بالنظر لأهميتهم في المجتمع وتواجده المستمر بالمراكز الحدودية والمطارات والموانئ، ما يجعلهم في احتكاك مباشرة مع المسافرين الحاملين للفيروس». وحث يحيى على تفادي التهويل والارتباك، في حالة ما إذا تم تسجيل أية إصابة، وقال «ينبغي التعامل بهدوء، وخلق مصالح استعجالية للتكفل بالمريض وعزله إلى غاية شفائه». وأوضح أنه لم يتم تسجيل حالات وفاة من ضمن المصابين بزيكا، وتوقع التوصل لإنتاج لقاح مضاد خلال 4 سنوات على أقصى تقدير، باعتبار أن مخبرا فرنسا أنتج دواء علاجيا لفيروس من نفس العائلة. وأكد أن للجزائر القدرات اللوجيستية والكفاءات الطبية لمواجهة الوباء، ولديها الخبرة في التعامل مع الأمراض المعدية وسبق لها ان نجحت في التصدي للسل والحصبة الألمانية والبوحمرون. على صعيد آخر، صرح مدير الصحة والنشاط الاجتماعي والرياضي، بالمديرية العامة للأمن الوطني، مراقب شرطة بواحمد بوبكر، أن المؤسسة الشرطية نظمت لقاءا استباقيا للوقاية من الفيروس، وتكوين أعوان العاملين على مستوى المراكز الحدودية والموانئ للتكفل بالمصابين، وإطلاع المواطنين على كافة المعلومات المتعلقة بالوباء.