إستضافت أمس جريدة »الشعب« بمركز الدراسات الإستراتيجية الأستاذان عمار جفال وعمار منصوري اللذان نشطا نقاشا ثريا وبناء حول التجارب النووية الفرنسية بالجزائر. في بداية تدخله، حدد الأستاذ جفال خمسة ملاحظات حول الإشكالية المطروحة، معتبرا بأن من الإنشغالات الأولية والجوهرية لرغبة فرنسا في امتلاك السلاح النووي هو البحث عن قمة العظمة التاريخية التي إصطدمت ب 4 هزائم نكراء تلقتها على أيدي الألمان والفيتناميين.. وكان على الساسة الفرنسيين استعادة هذا المجد الضائع. ويرى جفال بان الأوساط الفرنسية سارعت إلى إقامة تعاون وثيق مع إسرائيل في المجال النووي وقد منح لشمعون بيريز مكتبا خاصا به على مستوى الخارجية الفرنسية يتابع هذا الملف عن كثف... وتساءل جفال عن خاصية هذا التعاون المشترك في قطاع حيوي إعتاد أصحابه أن يكون النشاط والبحث فيه منفردا وحتى إضفاء عليه طابع السرية التامة. فلماذا إذا هذا التعاون؟ هذا كله أدى إلى أن يكون هذا المشروع بطابع تجاري بإمتياز وكذلك إشارته إلى ملاحظة أساسية وهي أن كل التجارب النووية تمت في أراضي المستعمرات، واصفا التجربة في الجزائر بالقذرة، في حين التي جرب في بولينيزيا كانت عادية. وكشف جفال بأن القوات الفرنسية وضعت مساجين تلاغ في تلك التجربة النووية، داعيا إلى عدم السكوت على مثل هذه الأفعال خاصة على مستوى السلطات العمومية. في حين أحاط الأستاذ عمار منصوري بالعمل الميداني الواجب أن تقوم به الجزائر تجاه هذا الملف لأن التجارب النووية الفرنسية مروعة في هذا البلد إلى درجة لا يمكن وصفها... وهي الوحيدة في العالم والفريدة من نوعها. ودعا منصوري، المجتمع المدني إلى التحرك عاجلا في هذا الشأن، مستعرضا أرقاما مخيفة عن عدد المصابين بالأشعة، منهم حوالي 24 ألف جزائري (150 ألف عبر كل الأراضي التي جربت فيها فرنسا هذه الأسلحة الفتاكة)، وقدر عددها في الجزائر ب 17 تجربة، مشددا على ضرورة التحرك، في أقرب وقت، خاصة ما تعلق بفتح أرشيف المرحلة التي ترفض فرنسا الإطلاع عليه.