نظم مركز ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية أمس ندوة فكرية حول التجارب النووية في الصحراء الجزائرية نشطها كل من الدكتور عمار منصوري باحث بمركز البحوث النووية ومتخصص في الموضوع، والدكتور عمار جفال أستاذ العلاقات الدولية ومهتم بالموضوع وعضو في خلية بحث بمركز دراسات الحركة الوطنية. وقد اعتبر الدكتور جفال أن مشروع التسلح النووي الفرنسي يختلف عن المشاريع الأخرى حيث جاء أساسا لرد الإعتبار لفرنسا بعد الهزائم المتتالية، وتحدٍ للتاريخ، كما أشار إلى التعاون الفرنسي الإسرائيلي في تزويد فرنسا لإسرائيل بالتكنولوجيا النووية وهي، على حد تعبيره، صفقة متبادلة المنافع، فمن جهة تستفيد فرنسا من النفوذ الإسرائيلي في الدوائر الأمريكية والبريطانية، وبالتالي الحصول على آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا النووية، وبالمقابل تحصل إسرائيل على السلاح النووي وعلى مناطق لتجريب هذا السلاح النووي. وعن السلاح النووي الفرنسي وتجريبه، أشار الدكتور أنه مر بمرحلتين، مرحلة التجارب الملوثة جدا، التي تمت بالجنوب الجزائري ومرحلة التجارب الأقل تلويثا التي تمت في بولينيزيا، وأن التجارب النووية الفرنسية بالجزائر إستعمل فيها جزائريون كحقل تجارب، وأن ما يشاع على أنه كانت دمى أو تماثيل تجارب لم يكونوا سوى مساجين جزائريين أقتيدوا من سجن تلاغ إلى مكان التجارب، رغم، يضيف المحاضر، عدم وجود أدلة ملموسة تدل على ذلك، ولكن قرائن عملية منطقية تثبت إستعمال بشر في هذه التجارب التي لا تزال آثارها ماثلة إلى يومنا، سواء في المحيط في إختفاء بعض الأحياء الحيوانية والنباتية في المنطقة أو الأحياء النباتية والحشائش التي لم يعد لها أثر. أما الدكتور عمار منصوري باحث في المجال النووي، فقد شبه تجربة بيريل بعين إيكر بالحادث النووي بتشرنوبيل السوفياتية، بل أثاره أكبر لأن حادث تشرنوبيل تم الإعلان عنه وإتخاذ كل التدابير اللازمة لتدارك الحادث والنتائج الناجمة عنه، لكن حادث بيريل بعين إيكر عرف تعتيما كبيرا من طرف الفرنسيين، وأضاف أن السحابة النووية التي أفرزها الإنفجار تعدت الحدود الجزائرية شرقا أي وصولا إلى تونس وأبعد من ذلك، وظل الملف طي الكتمان والسرية وأن بعض المعلومات المستقاة من الأرشيف الفرنسي الذي فتح للباحثين العام ,1986 كشفت عن الفظاعة والبربرية التي خلفتها التجارب النووية الفرنسية بالجزائر، ولكن سرعان ما أغلقت السلطات الفرنسية إمكانية الوصول إلى الأرشيف حتى لا يكتشف هول ما وقع في تلك الحقيبة الإستعمارية ضد الشعب الجزائري في إطار ما سماه الدكتور منصوري ب (النووي الإستعماري) الذي أضاف بأن الأسلحة التي جربها الإستعمار الفرنسي في الجزائر ليس لها نظير في العالم كله إذ تم تجريب كل أنواع الأسلحة. عدد محاضر التجارب النووية الفرنسية التي بلغت 57 تجربة منها أربعة فوق سطح الأرض التي تعد من أكثر التجارب تلويثا وضررا بالمحيط وبالإنسان على حد سواء. وفي الأخير خلص إلى أن الإنسان هو الخطر الحقيقي على الإنسان واستعمله ضد إنسان آخر وأن التجارب النووية الفرنسية لا تشكل خطرا على الجزائر فقط بل على العالم أجمع.