صعّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار من لهجة الحديث خلال استماعه، أمس، بتيزي وزو، لانشغالات الطلبة المتعلقة بالمشاكل البيداغوجية والاجتماعية التي تعاني منها جامعة مولود معمري، حيث قال وبصريح العبارة «إننا لا نتسامح مع مظاهر غلق الجامعات والمعاهد، أو اللجوء إلى العنف والقوة من طرف بعض الطلبة للمطالبة بمعالجة قضايا يمكن حلّها عن طريق الحوار، وهي سلوكات تتنافى مع صفة الطالب ورسالة الجامعة العلمية والفكرية.. رسالة حجار الصريحة قدّمها مباشرة بعد لقائه مع ممثلي الطلبة في انتهاء زيارته التفقدية للقطب الجديد لتامدة، وهي نفس الرسالة أيضا التي خصّ بها رؤساء الجامعات والعمداء على المستوى الوطني، حثّ فيها على ضرورة فتح باب الحوار مع الشركاء وممثلي الطلبة من أجل عهد جديد للجامعة الجزائرية. و قال الوزير في هذا السياق :» لنبدأ بفتح صفحة جديدة وعفو شامل على مختلف الأخطاء السابقة مقابل التزام من الطلبة،... لكن أنا مستعد لفصل أي مسؤول أو رئيس جامعة لا يلتزم بتعليمات الوزارة الخاصة باستقبال الطلبة وفتح باب الحوار الصريح لمعالجة كل القضايا والمشاكل العالقة دون اللجوء إلى السلوكات التي لا تخدم الجامعة الجزائرية»، معربا عن أسفه لاستمرار تراكم بعض المشاكل على غرار تأخر مناقشة أطروحات الماجستير، إشكالية الماستر وغياب التنسيق وازدواجية الخطاب بين عمادات الجامعات، و مسؤولي الخدمات الجامعية. ولدى تقييمه لمستقبل الجامعة الجزائرية ونتائج الندوة الوطنية حول نظام «ال، أم، دي»، عبر وزير التعليم العالي عن تفاؤله بمستقبل الجامعة الجزائرية رغم بعض المشاكل الظرفية التي يمكن تجاوزها سريعا. و ركّز حجار أولا على المرافق والهياكل الأساسية التي تدعمت بها الجامعات الجزائرية التي من المرتقب أن تستلم خلال الدخول الجامعي القادم 99 ألف مقعد بيداغوجي جديد لتصل طاقة الاستيعاب إلى 1.4 مليون مقعد بيداغوجي و1.5 مليون طالب، وهي ظروف يمكن أن تحسن من عملية الاستقبال والرفع من مستوى الطالب الجزائري يضيف حجار الذي عاد للتذكير بتصنيف الجامعة الجزائرية دوليا من منظور هيئة»شنغهاي» الموثوقة التي صنفت جامعة سيدي بلعباس في المرتبة 1725 من أصل 27 ألف جامعة، كما تصدرت 12 جامعة جزائرية التصنيف من مجموع 20 جامعة مغاربية والمرتبة 16 من أصل 100 جامعة عربية. وعن سؤال حول أسباب تهميش الرياضة الجامعية لامتصاص طاقات الطلبة في الجانب الإيجابي، وعد وزير التعليم العالي بإعادة إحياء هذا النشاط بداية من الدخول القادم من خلال خلق بطولات جهوية في شتى التخصصات الرياضية بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية للرياضات الجماعية، والتشجيع على إنشاء النوادي والفرق العلمية والرياضية داخل المؤسسات الجامعية لإعادة إحياء المنافسات وفضاءات الترفيه والتسلية لفائدة الطالب. 9 آلاف مقعد بيداغوجي جديد من جهة أخرى، كشف حجار، على هامش زيارة التفقد التي قادته أمس إلى القطب الجامعي الجديد بتامدة، أن جامعة مولود معمري بتيزي وزو ستتدعم خلال الموسم الجامعي القادم ب7 آلاف مقعد بيداغوجي جديد و9 آلاف سرير لفائدة الإقامات الجامعية ليرتفع العدد إلى 25 ألف مقعد بيداغوجي و19 ألف سرير. وهي المشاريع التي كانت محل معاينة من قبل الوزير والتي بدأها من الحي الجامعي 2500 سرير برحايلية ببلدية واد عيسي، مشروع 7 آلاف مقعد بيداغوجي بتامدة، وعدة مشاريع أخرى خاصة بمرافق الاستقبال منها مشروع 4000 سرير ومشروع 272 مسكن اجتماعي لفائدة أساتذة الجامعة من أصل 1000 مسكن استفادت منه بلدية واقنون. وتم خلال اللقاء الاستماع إلى عدة انشغالات خاصة بالطلبة منها مطلب تدعيم الأمن داخل الحرم الجامعي والإقامات، وقد شدّد حجار على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب وتوسيع مجال التكوين لفائدة أعوان الأمن بالتعاون مع الحماية المدنية والأمن الوطني، إضافة إلى هواجس استمرار بعض المشاكل البيداغوجية على الرغم من تغيير رئيس الجامعة، وانشغالات أخرى تتعلق بتأخر تسليم بعض المشاريع المسجلة منذ سنة 2006، حيث طمأن الوزير بأن أغلب المشاريع ستسلم قبل الدخول الجامعي المقبل لتوفير الشروط البيداغوجية الملائمة للطلبة.