هكذا تحدّيتُ الواقع الصعب بإرادة فلاذية السيدة سهيلة طموزة، مديرة المؤسسة الولائية للردم التقني بسكيكدة، أم لابن وبنت، تسعى إلى تحقيق الانسجام والاستقرار العائلي، شكرت زوجها الذي ساعدها في تقاسم الأعباء والنجاح المهني. هي بكل بساطة أحد النماذج من اللواتي استطعن تحدي الواقع المفروض بامتياز وبإرادة فولاذية ولولا حبها وتعلقها بعملها وعزيمتها ووقوف زوجها والعائلة ككل إلى جانبها لما استطاعت أن تكون الأم في المنزل، والمسير في المؤسسة بامتياز بشهادة العمال. “الشعب” ترصد مسار طموزة في هذه الوقفة الإعلامية بمناسبة عيد المرأة. السيدة سهيلة طموزة مثال المرأة الجزائرية المكافحة، التي تسعى لاثباث وجودها وتحقيق ذاتها متحدية الصعاب، اقتحمت مجالا كان إلى وقت قريب حكرا على الرجال، لتكون من النساء اللواتي كتبن اسمهن في عالم التحدي. تتحدث طموزة ل«الشعب” عن التكريم التي حظيت به من قبل فخامة رئيس الجمهورية سنة 2008 وذلك نظير المساهمة في التنمية المستدامة، وللجهود المبذولة من أجل رقي المرأة وازدهارها، التكريم تعتز به وتقول بهذا الخصوص أن تلك اللحظات تبقى عالقة في الذاكرة لاتمحى، وهي نفس اللحظات التي شحنت عزيمتي في مواصلة الكفاح بالرغم من أن الطريق طويل، لتحقيق حلمي المهني وبناء مؤسسة قائمة بذاتها وذات مردودية إيجابية في المجتمع من كل النواحي. تتكلم طموزة عن نفسها: “عملت في بداية مشواري المهني بمؤسسة البناء كرئيسة مصلحة مدة 8 سنوات، انتقلت إلى مديرية المناجم كرئيسة مكتب، أنشأت المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم لسكيكدة، عرفت صعوبات كبيرة من المحيط الذي لم يستسغ امرأة تسير مؤسسة في نشاط كان حكرا على الرجال، ما زادني أكثر صلابة وقوف زوجي وعائلتي معي، وتمكنت بهذا الجو العائلي المتفاهم، والانسجام لدى عمال وإطارات المؤسسة في الرقي بها، «وتمكنت من أن أسيّر مؤسستي خطوة بخطوة، وتحولت في ظرف 10 سنوات من تأسيسها بشخص وحيد، إلى تشغيل قرابة 700 عامل، مع التطلع إلى رفع العدد خلال السنة الجارية على أقل تقدير إلى 1000 عامل. تعتبر مؤسسة “كلينسكي” حسب مديرتها أنها أنشئت من أجل تفعيل مجال النظافة وحماية البيئة بتقنيات حديثة من أهم المؤسسات بالوطن بشهادة المسؤولين الذين أشادوا بالخطوات والأشواط الكبيرة التي قطعتها المؤسسة في مجال الردم التقني للنفايات وجعلتها رائدة بهذا المجال. تتولى “كلينسكي” كما أوضحت المديرة، عملية نقل وفرز النفايات بجميع أحياء عاصمة الولاية وبعض البلديات. تتولى المؤسسة تسيير وردم النفايات الصلبة ترفع يوميا أكثر من 230 طن منها 450 كلغ من مادة البلاستيك تتم إعادة رسكلتها لبيعها من جديد، وقد تم فتح فروع للمؤسسة على غرار فرع تثمين النفايات و الرسكلة، المساحات الخضراء، الكنس والرفع، القمامات العشوائية، تنظيف المقرات الرسمية الإدارية مثل سوناطراك والمجلس الشعبي الولائي وتنظيف الشواطئ. متحصلة على المراتب الأولى في تنظيف الشواطئ السنة الماضية. «كلينسكي” حسب مديرتها تشرع دائما في عملية تنظيف واسعة على مستوى العديد من أحياء المدينة، كما تقوم بوضع عدد كبير من الحاويات، منها تلك المخصصة في جمع مختلف القارورات البلاستيكية، إلى جانب اهتمامها بعملية تهيئة الحدائق والمساحات الخضراء، من أجل إعادة الاعتبار لوجه المدينة بعد سنوات تسيب وإهمال أثرت عليها سلبا، باعتبارها أغنى بلدية على المستوى الوطني. قالت سهيلة أنها نظمت خلال ديسمبر الماضي، الأبواب المفتوحة على المؤسسة بقصر الثقافة والفنون وعرفت نجاحا كبيرا. وجاءت التظاهرة بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء هذه المؤسسة ذات الطابع الاقتصادي والتي ساهمت منذ نشأتها في المحافظة على نظافة المحيط وسلامة البيئة من خلال التدخلات التي قامت بها سيما ما تعلق بموسم الشتاء من تطهير للوديان والبالوعات إلى جانب مصالح الحماية المدنية ومصالح البلدية وكل الشركاء الفاعلين. وأضافت المديرة ل«الشعب”، أن للعمال حق على المؤسسة حيث تعمل دائما لإدخال الفرحة إلى بيوتهم، كما فكرت في اقامة حفل زواج جماعي لعمالها غير المتزوجين والراغبين في ذلك، بمناسبة عيد العمال، تضيف مديرة «كلنسكي» في كثير من المناسبات أنها تعمل على ادخال الفرحة على عمالها البسطاء. في هذا الإطار، وزعت المؤسسة تجهيزات كهرومنزلية وأدوات مطبخ وكراسي متحركة على عائلات قدماء العاملين بالمؤسسة باحتفالية اليوم العالمي للبيئة في وقت سابق وكرمت 80 موظفا. عن تقييمها للمكاسب المحققة للنساء، أجابت السيدة المديرة ل«الشعب” أن جميع الحقوق المكتسبة لصالح المرأة ما هي إلا بداية، وعلى المرأة المحافظة على هذه الحقوق بكل استحقاق، بإثبات كفاءتها وفرض وجودها بقوة في كل الميادين المتاحة. وأضافت سهيلة، أن الجزائرية استطاعت تحقيق الكثير من المكتسبات الهامة في حياتها، والتي حولتها إلى عضو فاعل في المجتمع في مختلف الميادين، بالرغم من الصعاب، والأهم في الوقت الحالي المرأة هي مع الرجل جنبا إلى جنب في رفع التحدي لبناء مؤسسات البلاد وتطويرها.