أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، أن الدخول الجامعي القادم سيجري في ظروف جيدة، حيث سيشهد توفير أزيد من 99 ألف منصب بيداغوجي جديد، بالإضافة إلى 60 ألف سرير، وهي مؤشرات واعدة بدخول جامعي ناجح. تفقد حجار خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية بجاية، المدرج الجديد للمركز الجامعي أبو داو بسعة ألف مقعد بيداغوجي والذي بلغت به نسبة الأشغال حوالي 80 من المئة. كما عاين أشغال إنجاز المركز الوطني للبحث في اللغة الأمازيغية، حيث بلغت به الأشغال 30 من المئة، والذي يشمل 14 مخبر بحث، وأربع ورشات عمل، ومن المقرر أن تنتهي به الأشغال شهر سبتمبر المقبل، ليدشن مبنى إدارة الجامعة الذي انتهت به الأشغال كليا ويضم 51 مكتبا وأربع قاعات. المركز الجامعي، الذي يحتوي على 29 ألف مقعد بيداغوجي، 45 مدرجا ومساحات ترفيهية سيما لمختلف الرياضات، يتربع على مساحة تقدر ب32 هكتارا ولديه قدرة استيعاب ب35 ألف طالب. الوزير صرح قبول الوزارة الوصية بإعادة هيكلة الجامعة وتقسيمها إلى 1 و2، والقرار يعود إلى رئاسة الجامعة بعد التحاور والتشاور مع كل الأطراف المعنية، مع الأخذ بعين الاعتبار المسافات الجغرافية بين منطقة وأخرى. وبتارقة أوزمور، دشن الوزير المركز الوطني للاستحداث والتحويل التكنولوجي، وكذا المركز الوطني للبحث في الصناعات الغذائية، والذي انتهت فيهما الأشغال في الآجال المحددة، ويضم المركز 30 مخبرا للبحث في مختلف الميادين. وكان حجار، قد دشن القطب الجامعي بأميزور 4000 مقعد بيداغوجي، والحي الجامعي 3000 سرير، مؤكدا ل «الشعب»، أن جامعة بجاية تشهد تطورا كبيرا، مكنها من الارتقاء بمكانتها في النسيج الجامعي الوطني. كما أبدى ارتياحه للإنجازات المحققة على أرض الميدان، منها مشروع القطب الجامعي بالقصر الذي يضم إنجاز 6 آلاف مقعد بيداغوجي، بتكلفة مالية قدرت 3٫6 ملايير دينار، وبلغت نسبة الأشغال به 60 من المئة. وأكد الوزير ل «الشعب»، أن «القطب الجامعي بأميزور يعتبر جوهرة، من ناحية الإنشاء والجانب الجمالي والجودة والموقع، سواء على المستوى الوطني أو العالمي، وهو قطب متكامل من جميع الجوانب الإدارية، البيداغوجية، إضافة إلى حسن تقديم الخدمات، فهي نموذج للجامعة المستقلة بحد ذاتها. كما نوّه بالجهود التي تبذلها الدولة من أجل تطوير قطاع التعليم العالي ما سمح للجامعات الجزائرية باحتلال المراتب الأولى على المستوى المغاربي، حيث تعتمد الجامعة الجزائرية على طرق حديثة للتعريف بنفسها على المستوى العالمي، فضلا عن التحكم في الآليات التي تساهم في بروزها. وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أشرف كذلك على افتتاح الملتقى الدولي حول «إعداد معاجم أحادية اللغة بالأمازيغية» بجامعة بجاية، وهذا بمبادرة من المحافظة السامية للأمازيغية، وبمشاركة 34 مختصا جامعيا من داخل وخارج الوطن، مؤكدا أن بجاية منارة علمية، حضارية وثقافية، والجامعة جاءت لتكمل هذا الإشعاع العلمي بفضل المجهودات المضنية التي تقوم بها الدولة. يندرج الملتقى، في إطار دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، مثلما ورد في مشروع الدستور الجديد، بهدف تكييف خارطة الطريق الجديدة، قصد التكفل بالأعمال ذات الأولوية المرتبطة بالوضع الجديد للغة الأمازيغية، التي ستتدعم تدريجيا مع انطلاق عمل الأكاديمية للغة الأمازيغية. وبحسب الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد، فإنه لتطوير اللغة الأمازيغية لابد من تطوير تضافر الجهود، وتوحيد الكلمة وجمعها في قواميس أحادية اللغة، وهو الهدف المسطر للمحافظة السامية للأمازيغية. مضيفا، أن الملتقى بادرة للرقي بهذه اللغة التي أصبحت وطنية ورسمية، حيث سيتم تعميم دراستها واستخدامها مستقبلا في الإدارة، وشارك في الملتقى 34 باحثا في اللغة الأمازيغية. كما سيتم تنظيم ورشات تتطرق إلى دور وسائل الإعلام الآلي في ترقية اللغة، وكذا التحضير لمركز البحث العلمي الذي يختص في الأمازيغية بجامعة بجاية، والذي سيفتح أبوابه قريبا. وبحسب الأستاذ قاسمي الطاهر، من المركز الجامعي للبيض، فقد جاء بمقترح يتناول دراسات المتعلقة باللغة الأمازيغية بين الواقع والآفاق، حيث تناول في البداية دور المعاجم، خاصة عند العرب أو في الحضارة العربية الإسلامية، وتطرق إلى ظهور المعجمية بصفة عامة عند الأمم الأخرى، ومقاربة الدراسات الأمازيغية المعجمية.