ينظم المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت بالتعاون مع مخبر »باراغراف« بجامعة باريس 8 ملتقى دوليا حول "علم معاجم اللغات ذات الإنتشار الضعيف (حالة تمازيغت)" وهذا من 1 الى 3 جوان القادم. يرمي الملتقى إلى إلقاء الضوء على الطرائق والوسائل التي تضمن التوصل الى إقامة قاعدة بيانات معجمية وتعبيرية واسعة قابلة للرقمنة وللتطوير في شكل معاجم سواء كانت إلكترونية أو في شكل آخر تكون منفضلة بحسب الإختصاص والمواضيع أو المستويات لخدمة الباحثين. وبالمناسبة سيطرح الملتقى فكرة طغيان هاجس صنع المفردات الجديدة والمصطلحات، إذ أن ذلك يخلط بين احتياجات النخب واحتياجات المتكلمين وهي الأكثر إلحاحا. يتعلق الأمر إذن بجمع المعطيات اللغوية وفق استعمالها من طرف المتكلمين، إضافة الى الشروع في وضع صرف المفردات وطريقة كتابتها باعتبار نظام التراكيب الجملية (من بينها حالة الإضافة) فضلا عن الحروف الكتابية المتنافسة في المجتمع الجزائري، إذ ان نظام التشفير الموحد وضع حلا مرضيا للعوائق الإيديولوجية المرتبطة بالحروف اللاتينية وغير اللاتينية. كما يتم تقييم مدى فائدة قاعدة معجمية أحادية اللغة أو متعددة اللغات بالإضافة إلى مسألة تصنيف المداخل حسب قاعدة النظام الألفبائي البسيط للكلمات مع إثبات أو عدم إثبات الحروف الدالة على الجنس. من المواضيع المطروحة في الملتقى موضوع »المعلوماتية وعلم المعاجم«، »المعلوماتية واللسانيات«، »علم المعاجم الإلكترونية«، »علم معاجم تمازيغت: تاريخ نقدي«، »علم معاجم اللغات المشابهة لتمازيغت«، »مشاكل التصنيف الألفبائي للكلمات«، »المعايير وعلم المصطلحات« وغيرها من المواضيع المطروحة للنقاش والبحث. يقدم الملتقى عروضا علمية مخصصة للأبحاث حول علم المعاجم والقضايا المتعلقة به ذات الطابع اللغوي، التركيبي، المعجمي والدلالي بالنسبة "للغات ضعيفة الانتشار تمازيغت خصوصا"، والمعالجة الآلية للمدونات اللغوية وخاصة المتعلقة بإنجاز وتطوير المعاجم للغات ذات الانتشار الضعيف. ترفق هذه العروض بمقالات سيتم نشرها لاحقا في أعمال الملتقى بعد أن يتم تقييمها من طرف لجنة البرنامج الدولي متعددة الاختصاصات. كما يخصص نصف يوم لدعم اللقاءات بين الباحثين والممارسين من خلال مائدة مستديرة وعروض مما يفتح النقاش واسعا، وسيتم نشر هذه العروض على الموقع الالكتروني للملتقى، إضافة الى فتح ورشات ودروس لبث المعارف المستقاة من الأبحاث. للإشارة فقد كانت تمازيغت (خاصة القبائلية) موضوعا محوريا لأبحاث مختلفة منذ القرن ال19 مما يوفر معرفة لسانية بنيوبة هامة رغم تقادمها النسبي، غير أن الجانب المعجمي وكذا الجانب المتعلق بالتطور عبر الزمن يبقيان مهمشين في هذه الدراسات، فلا يوجد في يومنا أي معجم باللغة القبائلية المعاصرة سواء تم تحديثه أو مراجعته، صالح لأكثر من تنوع لغوي واحد. إن إنجاز قواعد البيانات المعجمية ومدونات التعابير بكل أصنافها المصوغة بما يتناسب مع استعمال معلوماتي، هي إحدى الوسائل الاكثر ضمانا للمحافظة وتطوير اللغات ذات الانتشار والوظيفة الاجتماعية الضعيفين، فاعداد هذه المدونات لمعالجة آلية هو عمل أساسي كونه يشغل حيزا جوهريا ضمن اهتمامات المعلوماتيين وعلماء اللغة، وإذا لا يمكن تجنبها في زمن الانترنت والمعلوماتية وبالتالي لا يمكن الاستخراج الآلي الناجح للمعطيات إلا بعد تحليل لساني ناجح. تفترض المعالجة الآلية للبيانات الاهتمام بالمسائل المتعلقة بتحديد شكل وهجاء الوحدات اللغوية وبالتالي تحديد الوحدات الصرفية والتركيبة، فلا يمكن الشروع -حسب الباحثين- في العمل على الجانب الدلالي إلا إذا تمت كل هذه المسائل. يشارك في اللجنة العلمية للملتقى نخبة من الباحثين من الجزائر، فرنسا، ولبنان. وللتذكير فإنه امتداد لملتقيين سابقين، الأول سنة 2008 حول »تقنيات الإعلام والإتصال الخاصة بالتربية« والثاني بعنوان »التنميط، الرقمنة والتعليم الإلكتروني« في نهاية ماي 2009 .