أكدت الدكتورة نصيرة ماجي مديرة فرعية مكلفة بالصحة العقلية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عشية إحياء اليوم العالمي للصحة العقلية الذي يصادف ال 10 أكتوبر من كل سنة، أن الدولة رصدت ميزانية مقدارها 6ر6 مليار دج في اطار البرنامج الوطني للصحة العقلية. وأضافت الدكتورة ماجي أنه تم تخصيص من هذه الميزانية الإجمالية مبلغ 5ر1 مليار دج سنويا لإعادة الاعتبار لكل المؤسسات الاستشفائية المتخصصة حتى تتمكن من القيام بعملها المتمثل في الجانب العلاجي وكذا إعادة إدماج فئة المصابين بالأمراض العقلية في المجتمع. كما عملت الدولة في إطار هذا البرنامج الوطني (2006-2009) -كما أوضحت- على توسيع المصالح المتخصصة وتعميمها على المستوى الوطني حيث ارتفعت من 11 مركزا خلال سنة 1999 الى 31 مع نهاية سنة 2009 . وقالت المتحدثة ذاتها إنه تم تدعيم القطاع الصحي بالمؤسسات الاستشفائية المتخصصة والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية التي تتكفل بالأمراض العقلية على مستوى كل ولايات الوطن تقريبا لتقريب الصحة من المواطن والتخفيف من تنقل المرضى الى المستشفيات الكبرى. وحسب المديرة الفرعية بوزارة الصحة فإن سعة استيعاب المستشفيات والمؤسسات المتخصصة قد شهدت تطورا كبيرا، حيث تم استشفاء الى غاية نهاية 2007 اكثر من 5000 مريض وينتظران تبلغ طاقة الاستيعاب مع نهاية 2009 اكثر من 7000 سرير اي بإضافة 2000 سرير جديد. وللتكفل الجيد بكل شرائح المجتمع في مجال الصحة العقلية بادرت الوزارة -حسب نفس المسؤولة- خلال السنوات الاخيرة بفتح 15 مركزا عبر القطر من أجل ترقية الصحة العقلية عند الطفل والمراهق ووضعت كل الوسائل اللازمة لحماية هذه الشريحة من المجتمع. واستفادت شريحة الأطفال المتمدرسين من هذه الحماية حيث سجلت وزارتا الصحة والتربية الوطنية في اطار البرنامج الوطني للصحة المدرسية لسنة 2007-2008 حوالي 101473 تلميذ يعاني من صعوبة في الدراسة أي 72ر1 من مجموع الأمراض المسجلة بالوسط المدرسي و25004 حالة إصابة باضطرابات في السلوك بالإضافة إلى 19310 حالة صعوبة في النطق والكلام. وأبرزت الدكتورة ماجي في مجال التكفل بالإدمان على المخدرات -والذي يدخل هو الآخر في إطار التكفل بالصحة العقلية- أن الدولة عملت على توسيع المراكز الوسيطة حيث بلغ عددها 53 مركزا عبر القطر في الوقت الحالي في حين يوجد 33 مركزا آخر في طريق الإنجاز، بالإضافة إلى مراكز الفطام وعددها 15 مركزا في طريق الإنجاز. وأوضحت أن 400 مختص في الأمراض العقلية يتقاسمون المناصب بين القطاعين العام والخاص يتكفلون بالصحة العقلية التي لا تعني بالضرورة -كما تعتقده الذهنيات السائدة- التكفل بالمجانين وإنما أيضا التكفل بأمراض الصرع وانفصام الشخصية والاضطرابات النفسية وغيرها. ويبقى هذا العدد من المختصين قليلا جدا كما أكدته ممثلة وزارة الصحة مقارنة مع نسبة السكان بالجزائر. ولضمان الخدمة عملت الوزارة على تكوين أطباء عامين يتكفلون بالمصابين في المؤسسات الجوارية في انتظار تعزيز التكوين المتخصص بالتعاون مع وزارة التعليم العالي. وبالنسبة للمصابين بالأمراض العقلية والمتشردين بشوارع المدن الكبرى للوطن أكدت الدكتورة ماجي أن معالجة هذه الظاهرة تعني جميع أطراف المجتمع مؤكدة بأنه رغم روح التضامن التي يتمتع بها المجتمع الجزائري إلا أن بعض العائلات الجزائرية تخلت عن ذويها من المصابين. ودعت الدكتورة جميع الفاعلين في الميدان من وزارة للتضامن الوطني ومجتمع مدني وجماعات محلية إلى التكفل بالمصابين المتشردين لأن المهمة ليست من اختصاص وزارة الصحة لوحدها التي هي مسؤولة على الجانب العلاجي والوقائي فقط. للإشارة فإن المنظمة العالمية للصحة تحيي هذه السنة اليوم العالمي للصحة العقلية تحت عنوان ''جعل الصحة العقلية أولوية عالمية: تحسين الخدمات عن طريق التحسيس والعمل الجماعي".