فاق عدد الأطباء المشاركين في المنتدى الثالث لممارسي الصحة العمومية والخواص الذي احتضنته أول أمس قاعة البحث العلمي بجامعة «الحاج لخضر» بباتنة أكثر من 600 طبيب ومختص يمثلون 17 ولاية من شرق البلاد إلى جانب أساتذة جامعيين من الجزائر العاصمة وقسنطينة وسطيف وباتنة. وقد شملت المداخلات في هذا اللقاء العلمي الذي بادرت إلى تنظيمه اللجنة العلمية للمجلة الصحية "فاسيكيل دو لا صانتي أو كراس الصحة" بالتنسيق مع مديرية الصحة 4 محاور رئيسية تمثلت في التلقيح واللقاحات والسكري وارتفاع الضغط الشرياني وكذا الاستعجالات الطبية، وأكد الدكتور رئيس لجنة تنظيم المنتدى بأن هذا اللقاء العلمي الذي يعد الثالث من نوعه على المستوى الجهوي والتاسع وطنيا يدخل في إطار التكوين الطبي المتواصل لممارسي الصحة العمومية والأطباء الخواص بالجزائر لتمكينهم من الاطلاع على آخر مستجدات البحث العلمي والصحة العمومية بالعالم لاسيما وأن الدول التي أحرزت تقدما في هذا الميدان كانت قد أعطت أولوية قصوى للتكوين المتواصل في المجال الطبي، وقد أخذ موضوع التلقيح ضد الأمراض ذات الانتشار الواسع حيزا كبيرا من برنامج الفترة الصباحية، حيث أشار الدكتور «جان بيار قرنقو» في مداخلته حول المشاكل الحالية المطروحة من طرف اللقاحات إلى أن برامج التلقيح المسطرة من طرف الدولة سمحت باختفاء الإصابة بعديد الأمراض وتخفيض الإصابة بأخرى، موضحا التكاليف الباهظة التي يتطلبها توفير الكميات اللازمة من اللقاح كل سنة والتي تتراوح حاليا بالجزائر ما بين 1.5 و2 مليار دج، مشددا على أن التلقيح يبقى مهمة الجميع وبالإمكان تقليص الفاتورة المخصصة له من خلال المراقبة الوبائية المستمرة إلى جانب وضع إستراتيجية للتلقيح إلى جانب التزام الوقاية على مختلف المستويات، وقد تم بعد ذلك التطرق لموضوع سرطان عنق الرحم وطرق الوقاية منه وسبل الكشف عليه ثم التكفل بالحالات المسجلة، وفي هذا السياق أكد الدكتور «لعور» بأن الكشف المبكر عن هذا السرطان عند المرأة يسهل كثيرا من علاجه، مشيرا إلى أن وجود تلقيح ضد هذا النوع من السرطان سيخفض حالات الإصابة به إلى 50 بالمائة كما سيسمح تطبيق هذا البرنامج بالجزائر من انعدام الإصابة بسرطان عنق الرحم على مدى 15 سنة، واستمع المشاركون في هذا المنتدى بعد ذلك إلى مداخلات حول مرض السكري وكيفية تحسيس المريض بضرورة الالتزام بالعلاج المخصص له من طرف الطبيب المعالج وإتباعه لمختلف شروط الوقاية في حياته اليومية حتى يتفادى التعقيدات الصحية التي يتعرض لها أحيانا المريض بسبب الإهمال والتهاون وفي كثير من الأحيان بسبب عدم الدراية ببعض الأمور الصحية، وقد شكلت الاستعجالات الطبية آخر محور تطرق له منشطو المنتدى الذين ركزوا على الحركة اللازمة لنجدة المريض، مؤكدين على أن التكفل الجيد بالمرضى المزمنين كالمصابين بالربو وأمراض الضغط الشرياني والسكري يجعلهم بعيدين كل البعد عن الاستعجالات الطبية، وأجمع المشاركون في هذه التظاهرة العلمية على أن الوقاية والتشخيص المبكر لمختلف الأمراض يبقى السبيل الوحيد للسيطرة عليها وجعل المريض في منأى عن التعقيدات الصحية التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة، وتجدر الإشارة إلى أن "لو فاسيكيل دو لا صانتي" هي مجلة طبية للتكوين المتواصل تصدر بالجزائر العاصمة كل 3 أشهر تحت إشراف أطباء مختصين وموجهة للأطباء الممارسين العامين والمختصين وجراحي الأسنان والصيادلة.