أعلن عبد المالك بوضياف، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على هامش زيارة التفقد لولاية سيدي بلعباس، عن دخول خمسة مراكز جهوية لمكافحة أمراض السرطان الخدمة قبل نهاية السنة، بكل من الأغواط، تلمسان، تيزي وزو، أدرار وسيدي بلعباس، وهي المراكز التي ستنهي معاناة آلاف المرضى بالولايات المذكورة والولايات المجاورة لها، كما ستخفف الضغط عن المراكز المتواجدة حاليا بكل من العاصمة، وهران والبليدة. عن المركز الجهوي لمكافحة أمراض السرطان بسيدي بلعباس، أعلن الوزير، شهر جوان، تاريخاً لافتتاحه في مرحلته الأولية، حيث سيتم خلالها وضع كل التجهيزات الطبية الحديثة بالمركز، موازاة مع تكوين متواصل وإضافي لمسيري المركز، بمن في ذلك المختصون في العلاج بالأشعة، على أن يتلقى المرضى أولى جلسات العلاج شهر سبتمبر القادم كأقصى تقدير. للإشارة، فإن المركز الذي يتسع ل120 سرير وتصل نسبة أشغاله 78٪ بتكلفة مالية إجمالية قدرت ب784 مليار سنتيم، يعد مكسبا حقيقيا لمرضى الولاية والولايات المجاورة، حيث سيتمكن هؤلاء من الحصول على العلاجات اللازمة من أشعة وغيرها دون التنقل إلى ولايات أخرى. هذا وصرح الوزير أن المشاريع التي استفادت منها الولاية، عند دخولها الخدمة، ستحولها إلى قطب طبي بامتياز، يستفيد من خدماته سكان الولاية والولايات المجاورة، باعتبار سيدي بلعباس تتوسط ست ولايات بالجهة الغربية للوطن، وهو ما يسهل عملية التنقل إليها للاستفادة من الخدمات العلاجية بها. في ذات السياق، قام الوزير بتدشين مستشفى بسعة 60 سريرا ببلدية رأس الماء الواقعة جنوب الولاية بنحو 100 كلم، وهي المؤسسة التي عرفت أشغال إنجازها تأخرا دام أزيد من أربع سنوات قبل أن يتم استئنافها لاحقا. وقد شدد الوزير على تدعيم المؤسسة بالإمكانات البشرية من أطباء مختصين وممرضين وحتى تقنيين من أجل التكفل الجيد بمرضى المناطق الجنوبية للولاية وتحسين نوعية الخدمات الطبية، الأمر الذي من شأنه التخفيف من معاناة هؤلاء في التنقل إلى مرافق ومستشفيات بعيدة، كمستشفى دائرة تلاغ الذي يعاني من ضغط كبير. ويضم المستشفى الجديد كافة المرافق الضرورية كجناح الاستعجالات، طب الأطفال، الجراحة العامة وقاعة للأشعة. كما سيخصص بذات المستشفى جناح للتوليد وكذا مصلحة لحديثي الولادة، فضلا عن مصلحة لحفظ الجثث ومخبر وكذا صيدلية، ناهيك عن كافة المرافق الموازية من الجناح الإداري، السكنات الوظيفية، التبييض والمطبخ، بالإضافة إلى مرآب السيارات ومحلات تقنية. دعوة إلى ضبط أرقام وإحصائيات المصابين بالسرطان كشف بوضياف، لدى افتتاحه الأيام الدولية لأمراض السرطان، تحت عنوان: «أمراض سرطان الثدي»، أن الدولة ماضية وبحزم في تجسيد المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015 - 2019 الذي يعد أولوية وطنية ومسعى لرئيس الجمهورية، حيث دعا إلى ضبط الأرقام الحقيقية للمصابين بالداء ضمن الشبكة الوطنية المعلوماتية لسجلات السرطان،باعتبار أن الحصول على المعلومات الدقيقة حول الداء يمكّن من انطلاقة فعلية للمخطّط الوطني لمكافحة داء السرطان من خلال التسيير الأمثل للموارد البشرية والإمكانات المادية للحد من المرض وكذا الوصول إلى العدد الحقيقي لمرضى السرطان وتوزيعهم حسب الولايات، الجنس والنوع، وهو ما يمكن من اتخاذ قرارات دقيقة تتوافق مع احتياجات كل ولاية. مجددا في الوقت ذاته، دعوته للأطباء والباحثين الجامعيين لتقديم بحوثهم وأفكارهم العلمية التي تخدم البحث وتمثل إضافة نوعية لمحاربة المرض بكافة أنواعه. وأكد في معرض حديثه، أن الوصاية تخصص غلافا ماليا يقدر ب37 مليار سنتيم لاقتناء أدوية أمراض السرطان والدم وهي النسبة التي تفوق 60٪ من شراءات الصيدلية المركزية. وأضاف، أن الأولوية أعطيت بالكامل للمشاريع التي عرفت تأخرا كبيرا وصل في بعضها إلى ست سنوات، على غرار معهد أمراض السرطان بوهران الذي تمت مباشرة أشغاله بعد إخضاعه لإعادة التقييم، وكذا مركز قسنطينة الذي خضع لعملية إعادة تهيئة. وركز بوضياف على أهمية التكفل بالمصابات بسرطان الثدي، الذي يعد من أكثر السرطانات انتشارا، خاصة لدى فئة النساء، حيث كشف بلغة الأرقام أنه من بين 10 نساء تسجل إصابة واحدة بالمرض، الأمر الذي يستدعي تكفلا جديا بالحالات والتركيز أكثر على التشخيص المبكر للمرض الذي يساهم في العلاج بنسب تفوق التسعين من المائة، منوّها في الوقت ذاته بالدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في التوعية والتحسيس بضرورة التشخيص المبكر للمرض الذي يقي المريضات من أخطار المرض ويساهم في خفض فاتورة العلاج بنسب كبيرة.